عُرض يوم السبت ضمن فعاليات مهرجان الطائف لمسرح للشباب مسرحيتين الأولى بعنوان « مجلس العدل « من تأليف الكاتب المسرحي توفيق الحكيم و إخراج عايض البقمي.و قدمته جامعة الملك سعود و تتحدث المسرحية عن الظلم وتأثيره على المجتمع وأفراده، برز في العرض وبشكل واضح العمل الجماعي اذا شكلت المجموعة بعدا فنيّاً رائعاً و متلاحما مع ما كتب , فكانت الجوقة تقوم بدور المؤثرات الصوتية وكانت تارة أخرى تقوم بحركات رائعة , أجاد مخرج العمل بشكل ملفت , وكانت قطع الديكور المعلقة في أعلى المسرح بشكل مقلوب , ترمز الى الانقلاب الذي رافق كل الحكايات التي تسير في زوايا العرض المسرحي , ناقش العرض أيضا الربيع العربي و انتقل بعد ذلك لتسليط الضوء على كلمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز في إشارة واضحة إلى أن هذا الوطن مطبِّق لحكم الله وسنة رسوله. الفضاء والألوان تلي العرض الجلسة النقدية ،حيث تحدث ياسر مدخلي في البداية عن فكرة المسرحية والمأخوذة من الكاتب الكبير توفيق الحكم و هي تناسب كل الأزمان. ثم تحدث مدخلي عن العرض و الفضاء المسرحي الذي جاء بصورة العرش «الكرسي» الموضوع على عدد من الدرجات وتعتبر سيميائيا دلالة على مكانة «الحاكم» ربما أو القاضي وطبقته الاجتماعية ويعلو ذلك كرسي ميزان مالت إحدى كفتيه عن الأخرى وهي اليسرى وهذه علامة قد يمكنني تفسيرها بترجيح المخطئ والمعتدي بشكل مستمر. ناقش العرض أيضا الربيع العربي و انتقل بعد ذلك لتسليط الضوء على كلمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز في إشارة واضحة إلى أن هذا الوطن مطبِّقٌ لحكم الله وسنة رسوله الكريم.وأضاف مدخلي: لقد علق في فضاء المسرح كرسيّين وطاولتين بشكل مقلوب وهذه علامة لقلب حال المدعي والمدَّعى عليه . وعن الألوان يقول مدخلي: اعتقد ان اختيار الألوان الأزرق والأحمر والأبيض والأسود كان مناسبا لو نظرنا لمرجعية اللون ودلالاته الشائعة وعلاقته بردود الفعل والتأثيرات المختلفة على المتلقي لهذه الألوان والتي اثبتت الدراسات والتجارب العلمية انها تعلى المزاج الإنساني. وعن الديكور يقول مدخلي: لم يكن يحمل علامات محددة لزمان او مكان وهذه لعبه يمارس من خلالها المخرج إمكانية حدوث هذه الأحداث في أي مكان وزمان. وفيما يخص اداء الشخصيات يرى مدخلي ان الممثل الذي قام بدور الفران مقبول ولكن ثمّة شيء من المبالغة والتصنّع وجاءت الشخصيات الأخرى أكثر تشابها فلم تكن الأبعاد واضحة. ويختم مدخلي: كان المخرج على قدر المسؤولية عندما افرغ الخشبة من كل شيء عدا كرسي القاضي، فقد استغل الخشبة وكانت المسرحية حيوية ومشدودة. « بناء لا ينتهي « بعد ذلك قدمت مجموعة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون فرع أبها عرضا مسرحيا بعنوان « بناء لا ينتهي « من تأليف وإخراج باسل الهلالي، ناقش العرض فكر المثقف الذي يقوم بتغير الوضع الموجود، والدعوة إلى التجديد ،نابذاً كل الشعارات و التقاليد خلف ظهره , ضارباً بالموروث عرض الحائط , رافق العمل مقطوعاتٍ موسيقيةً راقية استفاد منها المخرج داخل خطته السينوغرافيه التي كانت تسير مع العمل بشكل جيد وممتاز. يحسب للعرض أنه دقّ ناقوس التغيير، ولكن بصوت غير مسموع .وهذا يعود ربما لعدم العمل على كتابة النص بوعيٍ أكثر، وتلمُّسِ مسارٍ تغييري أكثر عمقا وشمولية تلامس ما يحدث في المجتمع من تغييرات فكريةٍ وثقافية واجتماعية وخاصة في التخلّص من عاداتٍ وتقاليدَ لم تعُد تلائم تطور الواقع ونهوضه.