بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق والإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين تنسحب القوات الامريكية وتترك وراءها بلداً ما زال يواجه مسلحين وتشوّشاً سياسياً وانقسامات طائفية. وترى القيادة الشيعية في العراق الانسحاب كبداية جديدة لسيادة البلاد لكن الكثير من العراقيين يتساءلون عن الاتجاه الذي ستأخذه البلاد بمجرد مغادرة القوات الامريكية.. هل سينشب صراع طائفي أم ستهيمن طائفة على أخرى.. هل سيعود تنظيم القاعدة ليعيث في الارض خراباً.. هل ستمتد النزاعات الحالية بين الاكراد في كردستان العراق التي تتمتع بحكم شبه مستقل الى صراع مع الحكومة العراقية المركزية في بغداد بسبب الارض المتنازع عليها.. ولعبت القوات الامريكية دور قوات عازلة في قضية أخرى بالعراق هي النزاع بين الاكراد في كردستان العراق والعرب في الحكومة المركزية. ويخشى البعض حدوث اشتباك بين الجانبين بسبب النفط والنزاع على الارض. ما زالت ذكريات الانتهاكات الامريكية والاعتقالات والقتل عالقة بذاكرة الكثير من العراقيين وتمثل مسألة الحماية القانونية من المحاكمة حساسية بالغة للقيادة السياسية العراقية لدرجة تحول دون طرحها في برلمان يعاني من الانقسام.وما زالت ذكريات الانتهاكات الامريكية والاعتقالات والقتل عالقة بذاكرة الكثير من العراقيين وتمثل مسألة الحماية القانونية من المحاكمة حساسية بالغة للقيادة السياسية العراقية لدرجة تحول دون طرحها في برلمان يعاني من الانقسام. وتقول «رويترز» في تحقيق بعنوان «شكوك ومخاوف تساور العراقيين مع انسحاب القوات الامريكية» فقدت زهرة جاسم شقيقين في تفجيرات وهجمات شنّها مسلحون خلال سنوات الاضطرابات وأعمال العنف التي أعقبت الغزو الامريكي للعراق. والآن فيما تغادر القوات الامريكية العراق عائدة الى وطنها تخشى ربة المنزل التي تعيش في بغداد من أن مشاكل بلادها لم تنته بعد وتتساءل على غرار الكثير من العراقيين عما اذا كانت ديمقراطيتهم الهشّة ستنزلق مجدداً الى صراع طائفي. وقالت: الصور الوحيدة العالقة في ذهني من هذه السنوات التسع هي مقتل شقيقي وزوجته وطردنا من منازلنا ومقتل شقيق آخر في تفجير. وأضافت: لا أظن أن أي شيء سيتغيّر فعلياً.. ستستمر التفجيرات والاغتيالات ولن تستطيع الحكومة أن تفعل شيئاً. ويثير رحيل الجيش الامريكي مشاعر مختلطة.. البعض يشعر بالامتنان للامريكيين لأنهم أطاحوا بالرئيس الراحل صدام حسين في غزو عام 2003. ويشعر آخرون بنوع من السيادة مشوب بالحزن لفقد أقاربهم وذكريات الانتهاكات الامريكية مثل إساءة معاملة نزلاء في سجن أبو غريب. وتغلي النزعات الطائفية تحت السطح بدءاً من الجنوب الذي يغلب على سكانه الشيعة وانتهاء بمعاقل السنة في الغرب، كما لا يثق كثيرون في قدرة قوات الامن العراقية على احتواء المتشدّدين المرتبطين بصلات بتنظيم القاعدة والميليشيات المتناحرة بدون مساعدة الولاياتالمتحدة. وقال مالك عابد وهو بائع في سوق للسمك ببغداد: شكراً للأمريكيين.. أخذونا من صدام حسين يجب أن أقول هذا.. لكنني أعتقد أننا سنكون في مأزق.. ربما يبدأ الارهابيون في مهاجمتنا مجدداً. وقال حارس أمن يُدعى محمد إبراهيم: أعتقد أن الطائفية ستعود.. هذا واضح من الصراع الذي تعانيه الحكومة. وأضاف: أشعر بأنني مهمّش.. فلا توجد وظائف لنا في الحكومة.