أتألم كثيرا عندما أسمع عن قصة أحد المعلمين الأفاضل الذين قدموا إلى المملكة قبل أربعة أو خمسة عقود وساهموا في تعليم أجيال كثيرة وهو يبحث عن واسطة تسمح له بنقل كفالته إلى أحد أبنائه الذين ولدوا هنا وتعلموا وما زالوا يعملون في القطاع الخاص أو العام. أتألم لأننا في بلد الوفاء بينما نمارس أبشع صور العقوق لمن علَّمنا وخرَّج أجيالنا وساهم في نهضة بلادنا. كثيرون منهم عادوا إلى أوطانهم وآخرون قضوا نحبهم يرحمهم الله ولم يبق منهم إلا أعداد بسيطة لا يضر وجودهم المملكة بشيء. من غير المعقول أن نتعامل مع هذه النخبة الكريمة والنبيلة كما نتعامل مع عامل آسيوي بسيط (مع التقدير لكل الأجناس). هؤلاء المعلمون هم جزء من مجتمعنا وشركاء لنا في التطور وقدموا لوطننا حاملين معهم رسالتهم العلمية وتجربتهم الفكرية فمن بين من تخرج على أيديهم أطباء ومهندسون وأدباء ومثقفون. نخبة كهذه لا يتعدى عددهم العشرات في كل منطقة رئيسية يستحقون منا التكريم ليس بمنحهم الإقامة الدائمة بعيدا عن الكفيل والكفالة فحسب، بل حتى السماح بعلاجهم في المستشفيات الحكومية والسماح لهم بالعيش مع أبنائهم بكرامة في هذا الوطن الوفي كوفاء قيادته. أنصفوهم وأكرموهم وسهلوا حياتهم وإن الله لن يضيع أجر عملكم. وتقبلوا تحياتي [email protected]