سأخبركم اليوم عن "دينيس"، المتخصصة بالحاسب والأخصائية الطبية في ذات الوقت والتي لم أتعرف عليها في مركز صحي ولا في محل لتصليح الحواسيب بل عن طريق شركة التنظيف، لكن ليس كمنسِّقة مواعيد أو حتى موظفة بسيطة تعمل على الحاسب بل كعاملة تنظيف تغسل دورات المياه، تدعك الأفران، تعطي رقمها خِفية للعميل الذي تزوره لعلّه يطلبها يوما فتكسب دخلاً إضافياً، وتفرح كغيرها بالدولارين والثلاثة كبقشيش. "دينيس" ليست في دولة من العالم الثاني أو الثالث بل هي في أهم دول العالم الأول التي تجد فيها مئات الشركات والمؤسسات في المجال الواحد فقط! فهل عجزت عن إيجاد عمل في المجال الطبي أو التقني؟ خصوصا وأنها لاتمانع شد الرحال لمكان بعيد من أجل لُقمة العيش!!. "دينيس" جعلتني أُفكِّر وأصِلُ إلى أن مشكلة الوظائف مشكلة عالمية غير محصورة على دوَلٍ دون غيرها. "دينيس" علّمتني أن أية وظيفة شريفة مصدر رزقٍ يجب احترامه ،وعلّمتني أهمية التّشبّث بأية فرصة وظيفية من أجل تكوين النفس لِبدْءِ مشروع صغير في المجال الذي نرغب به أو لحين إيجاد العمل المناسب. ختاما، ما الأفضل للشباب؟ شغلُ أيّة وظيفةٍِ بسيطة واستعراض طاقاتهم وامكاناتهم لحين تسني الفرصة طبعا مع التسلح بالطموح والمثابرة والقناعة بأن المقبل أفضل! أم الجلوس بالمنزل والاكتفاء بالتقديم وانتظار الوظيفة المطلوبة!. [email protected]