أوردت صحيفة «سبق» الإلكترونية الخبر التالي: (تعرّض مسؤول في أحد القطاعات الصحية بمحافظة جدة لإصابات خطرة.. تراوحت بين كسور بفقرات ظهره، وقدمَيه بعد أن قفز من نافذة شقة بالدور الرابع ببناية تقع ضمن سكن خاص بالطائف؛ هرباً من زوج عشيقته التي كان مُختلياً بها). وجاء في الخبر أيضاً: (وكانت التحرّيات التي بذلتها الشرطة قد توصّلت إلى أن الشخص المُصاب كانت له علاقة بامرأة تسكن بالبناية المُقابلة، حيث أفاد بأنها كانت خطيبته في السابق، ويحبّها منذ عشرين عاماً؛ وأن حضور زوجها دفعه للقفز من نافذة إحدى الغُرف بالدور الرابع..). هل استوقفتنا هذه المواقف الدموية، والفضائح الأخلاقية المتكررة، وتساءلنا عن أسباب وقوعها؟! ومما لا شك فيه أن الجواب عن الأسباب سيأتي وبصيغة تأكيد المُؤكَّد وهو: أن الله يمهل للظالم حتى إذا أراد أن يأخذه فإنه يأخذه أخذ عزيز مقتدر منتقم. وهل ثمّة ظلم أشنع من ظلم هتك الأعراض؟! . أو جور أعظم من جور التعدّي على محارم الناس ناهيكم عن محارم المسلمين من الجنسين. تعالوا – عزيزاتي ، وأعزائي القراء – نقرأ الخبر آنف الذكر من زاوية أخرى تختلف عن القراءة الاستطلاعية المعتادة التي تنتهي غالباً بالحوقلة، والاسترجاع، إن لم تصل إلى حد الشماتة (والطنزة)، لا سمح الله، ودعونا أولاً: نعترف بأن هذا الخبر الدامي انضمّ إلى كثير من الأخبار المتناثرة في هذه الآونة التي إن لم تشابهه نصاً إلا أنها تشاكله مضموناً؛ ثم بعد الاعتراف نقرؤه من الزاوية التي يجب علينا جميعاً أن نقرأه من خلالها وهي: هل استوقفتنا هذه المواقف الدموية، والفضائح الأخلاقية المتكررة، وتساءلنا عن أسباب وقوعها؟! ومما لا شك فيه أن الجواب عن الأسباب سيأتي وبصيغة تأكيد المُؤكَّد وهو: أن الله يمهل للظالم حتى إذا أراد أن يأخذه فإنه يأخذه أخذ عزيز مقتدر منتقم. وهل ثمّة ظلم أشنع من ظلم هتك الأعراض؟! أو جور أعظم من جور التعدّي على محارم الناس ناهيكم عن محارم المسلمين من الجنسين. إن ما نقرأه، أو نسمعه من الفواجع، والفضائح التي يكتوي بنارها هؤلاء الذين يستسهلون (كبيرة الزنا)، ويعتادون عليها، ليست إلا نهاية طبيعية لهم، ولكل من سار طريقهم، أو مشى مسارهم.. إنها العقوبات الإلهية التي لا محيص لهم عنها في الدنيا قبل الآخرة.. في الدنيا: عقوبة في النفس، والأهل، والولد، والمال.. وثمّة فضيحة تلازمهم في حياتهم أيضاً، ويقيناً أنها لن تتخلى عنهم تلك الفضيحة في يومٍ تشهد فيه عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وفي الآخرة لمرتكبي هذه الموبقة لمن لم يتب منهم، ويندم عذاب أليم يتضاعف، يخلد فيه صاحبه مهاناً، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا). وبعد.. إنها صرخة نذير لكل أولئك الذين يعبثون مع الله، ولم يدركوا بعدُ نتيجة غضبه، وعقابه.. يا أحبابنا أفيقوا.. ودعوة مشفق تنساب بلطف لتتسلل إلى عقولٍ، وقلوبٍ انساقت نحو الهاوية مع ما يمليه لها هوى النفس، ووسوسة الشيطان فذهبت تقترف كبيرة الزنا، وجريمة الخنا غير مبالية بالعواقب الوخيمة التي قد تباغتها.. يا بني قومنا استفيقوا.. صرخة تقول: ألا يا هؤلاء تذكّروا عظمة من تعصونه قبل أن تأتيكم ساعة تندمون فيها (ولات ساعة مندم). عفّوا تعفّ نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلمِ إن الزنا دَين فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ يا هاتكا حُرم الرجال وقاطعاً سُبل المودة عشت غير مكرّمِ لو كنت حرّا من سلالة ماجدٍ ما كنت هتّاكا لحرمة مسلمِ من يَزن يُزن به ولو بجدارة إن كنت يا هذا لبيباً فافهمِ من يَزن في قوم بألفي درهم يُزن في أهل بيته بغير الدرهم [email protected]