طيب المعشر ولين الجانب، أخلاقه دمثة جدا حد الإبهار، متواضع وصريح، يحظى بقبول منقطع النظير داخل الأوساط الإعلامية والرياضية، صقلته السنون وعركته الأحداث حتى أضحى يصنف من ضمن قائمة الخبراء، تدرج في العميد لاعبا وإداريا وانتهى به المطاف ليكون شرفيا مع وقف التنفيذ بسبب رسوم العضوية الخيالية، محلل تلفزيوني حاليا في عدد من القنوات الفضائية، لن أطيل وأسهب فالكتاب قد بان من عنوانه، ضيفنا لهذا اليوم هو الرياضي المخضرم والاصيل الدكنور مدني رحيمي الناقد والرياضي المعروف، التقيته وحاولت سبر أغواره والغوص في مكنوناته، فخرجت بهذا الحوار الممتع والجريء فإلى ثنياه كالمعتاد: •الأعلام لايعرفون هكذا يقول النحويون ولكنني ملزم بتقديمك للقارئ ولكن على طريقتك الخاصة؟ مدني رحيمي، شخص يبحث عن الشفافية والوضوح وقول الحقيقة، ويكره التزلف والجبن والمجاملة والمداهنة. • لكل منا بداية فماذا عن بدايتك سواء في الوسط الرياضي أو الإعلامي وأرجو أن توجز في ذلك؟ مثلت نادي الاتحاد شبلا وشابا وتدرجت في صفوفه وأشرفت عليه كذلك إداريا أما الإعلام فدلفت بابه منذ وقت مبكر عن طريق إحدى المجلات القديمة وكان اسمها الرياضي وعملت فيها أول حوار رياضي مع المرحوم عبدالحميد مشخص، كذلك عملت محللا لعدد من القنوات وأسعفتني خدمتي وخبرتي في التعليم خصوصا فيما يخص التحليل والنقد. •سرت شائعة قوية هذه الأيام تفيد بأنك قررت فعليا هجر العمل الإعلامي واعتزاله بلا رجعة فما صحة ذلك؟ غير صحيح تماما أنا أسمع أحيانا مثل هذا الكلام ولكن مادمت قادرا على العطاء ومقبولا عند الناس فلن أهجر الإعلام. الإعلام شأنه شأن أي مجال آخر فيه الصالح والطالح وفيه الجيد والرديء، ولكن لأن الإعلام فيه فرصة للبروز والظهور بات ملاذا لكل من هب ودب، الكل يريد أن يظهر وأن يشتهر حتى ولو لم يكن يملك القدرة على الإضافة، مايحدث في الإعلام شيء مخجل حاليا، وبعض منتسبيه غير مؤهلين للعمل فيه. •بكل صراحة يادكتور ألم تمل من كثرة الظهور الإعلامي ومتى سيأتي اليوم الذي تطلق فيه الإعلام بالثلاثة؟ الملل متى يصيب الشخص إذا تكرر ظهوره في الأسبوع بشكل مستمر، يمل من نفسه والناس أيضا تمله، كذلك أحب أن أطمئن الجميع الذين يرغبون بهجري للوسط الإعلامي أنني لن أهجره إطلاقا مادمت في كامل صحتي وفي كامل قواي العقلية ومادمت أيضا قادرا على إثراء المتلقي. •بالمناسبة كيف تقيم الحراك الإعلامي في الآونة الأخيرة وهل بالفعل بات الوسط الإعلامي ملاذا ومأوى لكل من هب ودب؟ الإعلام شأنه شأن أي مجال آخر فيه الصالح والطالح وفيه الجيد والرديء، ولكن لأن الإعلام فيه فرصة للبروز والظهور بات ملاذا لكل من هب ودب، الكل يريد أن يظهر وأن يشتهر حتى ولو لم يكن يملك القدرة على الإضافة، مايحدث في الإعلام شيء مخجل حاليا، وبعض منتسبيه غير مؤهلين للعمل فيه. •كثير من الإعلاميين باتوا يركزون على الظهور الفضائي ويحرصون ويتوسلون من أجل الظهور أنت شخصيا كيف تفسر لنا هذه الظاهرة؟ يا أخي قلت الكل يحب أن يشتهر، في زمان سابق كان كبار الصحافيون غير معروفين إلا بالإسم، ولكن اليوم اختلف الوضع، صورهم تظهر ملونة في الصحف وبارزة أيضا، والقنوات الفضائية عملت لهم شهرة مجانية، أي شخص يظهر فضائيا يحظى بشهرة كبيرة وأنا أحد أؤلئك الذين استفادوا من القنوات، أقلها رجال المرور نفلت من مخالفتهم المرورية بعد أن يتعرفوا علينا، أيضا في كل مكان نحظى بمعاملة خاصة بحكم أننا في عداد المشهورين إعلاميا. • الآراء التي تصدر منك دائما ما تكون مثار جدل فلماذا كل هذا الجدل حول مدني رحيمي؟ لأني أقول الحقيقة ولا أجامل، أنا أعلم أن الحقيقة مرة وربما تكلفني الكثير بما فيها الجدل حيالي، ولكن أنا شخص مؤتمن أقول ما آراه صائبا حتى ولو كان على حساب مصالحي. •تتميز بجرأتك في الطرح وحياديتك في تناول القضايا ولكن لم نر مدني رحيمي يكتب يوما ما في أي صحيفة فهل يعود ذلك لعدم قدرتك على الكتابة؟ تلقيت الكثير من الدعوات للكتابة في عدد من الصحف ولكن أصدقك القول إنني بعد أن أنهيت رسالة الدكتوراة أحلت قلمي للتقاعد لأنه باختصار مللت من القلم والكتابة واستعضت عنهما بلساني. •لكل منا نصيبه من الشائعات، فأي من الشائعات تضررت منها كثيرا وهل أنت ممن يلقي لها بالا؟ أوه الشائعات هذي سالفتها سالفة ولكن لست ممن يلقي لها بالا ولوكنت كذلك لما استمريت حتى يومنا هذا. •الخطوط الحمراء هل كبلت يديك وأطبقت شفتيك يوما ما؟ أحب أن أؤكد لك وللجميع أنني لم أتلق إنذارا أو إيقافا في أي يوم من الأيام وطوال مسيرتي في الإعلام، نحن نحظى بحرية تامة، على الرغم من صراحتي وانتقادي اللاذع أحيانا، وفي أحد المرات توقع بعض الزملاء أن أمنع من دخولي للسعودية بسبب انتقادي للمسئولين ولكن شيئا من هذا لم يكن. •أخرج بك من محيطك الخاص وأعرج بالحديث إلى حيث عشقك الأزلي نادي الاتحاد، كيف ترى العميد حاليا، ولماذا بات نمرا هزيلا لا يهش ولاينش؟ إذا أردت أن تعرف السبب فارجع إلى من يربي هذه النمور عندها تجد أن النمور من حقها أن تمرض وتصبح هزيلة عليلة لاتهش ولاتنش. •لو طلبت منك أن توجز لنا في روشتة علاج سريعة وفعالة لكي يعود الاتحاد كما كان فماذا ستقول؟ أختصرها لك في غربلة الفريق بشكل كامل وإعطاء الوجوه الشابة فرصة تمثيل الفريق وجلب محترفين أجانب ومدربين على مستوى يليق بمكانة العميد. •على قدر أهل العزم تأتي العزائم بيت ردده الاتحاديون كثيرا بعد أن رشح عدنان جستنية نفسه لرئاسة الاتحاد أنت ماذا تقول؟ (يضحك كثيرا) عدنان أراد أن يسجل في تاريخه أنه ترشح ذات يوم ليكون رئيسا للعميد، هويعلم جيدا أنه لن يفوز إطلاقا ولكن عدنان لايفوت مثل هذه الحركات والدليل الأصوات التي حصل عليها. • ماقصة نظام العضوية الشرفية في الاتحاد ولماذا شبهته بطيب الذكر (ساهر)؟ ساهر حبيب الكل أنا شبهته بساهر بعد أن دبلوا الرسوم على العضو في حال لم يسددها العضو في نفس العام، هل تصدق يابدر أن رسوم العضوية عندهم 100ألف ريال، ياأخي والله لوكان عندي هالمبلغ ماجلست يوما واحدا في جدة. •منصور البلوي والأسطوانة المشروخة باتت تتكرر بعد كل إخفاق، فهل قدر العميد أنه لن ينتصر إلا بوجود منصور؟ هناك من يقول ذلك القول ولكنه معيب ومعيب جدا بحق الاتحاديين منصور رجل مرحلة انتهت بكل مافيها ولكن الاتحاد الكيان لن يقف على منصور أو غيره من الرؤساء واللاعبين. •محمد نور ونايف هزازي مستويات متدنية وقصات شعر وقزع غريبة ألا تعتقد أن هناك ثمة روابط بين قصاتهم الغريبة ومستوياتهم الهزيلة؟ لا لادخل لتسريحاتهم الغريبة بمستوياتهم والدليل النجوم العالميون كل يوم يظهرون بقصة ومع هذا مستوياتهم في تصاعد، تسريحتا نور وهزازي تعبران عنث قافتهما وسلوكهما ونحن كسعوديون ننبذ هذه القصات كوننا مجتمعا محافظا بل نعيبها أيضا. •على صعيد المنتخب الأول هل تتوقع أن يتأهل منتخبنا ويتجاوز خصمه الأسترالي العنيد في لقائه القادم؟ أتمنى ذلك وأتوقع التأهل متى ما أحسن المدرب اختيار التشكيل والتكتيك المناسب، كذلك أتمنى ألا يقيم المنتخب معسكرا طويلا في استراليا فذلك قد يؤثر نفسيا على اللاعبين وأنا أقول هذا الكلام بحكم تخصصي في علم النفس والاجتماع، كذلك يتوجب علينا أن نلعب مباريات ودية من العيار الثقيل كي نصبح جاهزين لهذا اللقاء المصيري. •دكتور مدني عهدناك صريحا وجريئا فهل لك أن تلخص لنا سبب انهيار الكرة السعودية وتراجعها؟ أولا: ضخ ميزانيات كبيرة لإعادة هيكلة الرياضة لدينا وإعطاء المتمكنين والمتمرسين دورا حيويا في العمل، ثانيا: إبعاد اللجان الحالية وعدم تكرار أخطائها لأنه وبكل أمانة لم يدمر كرتنا سوى اللجان والتي ذبحتها من الوريد إلى الوريد، أيضا الاعتماد على الجيل الناشئ والصاعد وتفعيل المنتخبات السنية وتأهيلهم وفق معايير دقيقة، والتعاقد مع أجهزة تدريبية عالمية، هذا بالإضافة إلى خصخصة الأندية وتفعيل دور رعاية الشركات العالمية للدوري والرياضة السعودية بشكل عام. •أحد المتشائمين كتب ذات يوم ساخرا أن حال الكرة السعودية لن ينصلح مالم تتعدل شخصية مدني رحيمي وطريقة لبسه للغترة والعقال فهل تراه لامس نوعا من الحقيقة؟ اطلاقا فهذا المستهزئ جانب الحقيقة لأن حطة مدني رحيمي (طريقة لبسه للغترة والعقال) مبنية على أساس صلب ولذلك لم تتحرك أو تغير معالمها الرياح العاتية طوال عقود طويلة من الزمن، وياليت منتخبنا ورياضتنا مبنية على أساس صلب كما هي حطتي، وإلا لما تراجعنا وتدهورت رياضتنا كثيرا. •سأطرح عليك عددا من الاسماء وأترك لك حرية التعبير عنها ولكن بإيجاز: • عبدالعزيز شرقي: قلم جيد إلى جيد جدا ولكن مزاجه يتحكم به كثيرا. • عدنان جستنية: جميل جدا عندما يكتب ولكنني لاأحبذ أن أشاهده على التلفاز. • محمد الدويش: أحبه واقدر قلمه ويسيطر على كلامه بحكم قانونيته. • محمد نجيب: لم يستطع أن يعمل مافي خلده في دولته ووجد الباب مفتوحا على مصراعيه في دورينا. •ماجد الخليفي: جميل جدا ويموت في الغرافة والدفاع عن قطر. •أترك لك الحرية في أن تختتم هذا الحوار فماذا تود أن تقول؟ لن أجاملك ولكن صراحتي المعهودة تجعلني أشيد بهذا الحوار، وبطريقته وبأسلوبه وبالخط الذي تنتهجه عبر حوارتك في جريدة اليوم، ساعة كاملة مرت علي في هذا الحوار جعلتني أقطع المسافة من شارع المدينة إلى البغدادية، لم أحس فيها أبدا، وأنا من كان يعاني يوميا من هذا الطريق المتكسر، كل الشكر لك وللزميل عيسى الجوكم ولصحيفة اليوم الغراء.