تبعثرت أحرفي وتاهت مفرداتي وأنا أوشك على كتابة مقدمتي التعريفية لضيف هذا الأسبوع,تردد وحيرة لم يسبق لهما مثيل , كل ذلك ليس لضعف في لياقتي الصحفية أو لنقص في مفرداتي اللغوية,ولكن لكون هذه الشخصية تتمتع بهيبة مختلفة تجبرك على إعادة حساباتك كثيرا وأنت تهم بتقديمها للمتلقي,شخصية استثنائية جمعت الكثير من الأدب الجم والاحترام وكذلك الفطنة والدهاء, متحدث لبق ومهني محترف,كلما تقدم به العمر ازدان وتألق وتعملق,مناقبه يطول شرحها ,وخصاله تحتاج إلى مؤلفات وليس أسطر ووريقات ,لن أسهب في الحديث عنه ,وسأقدمه هكذا خشية عدم إنصافه وإنزاله مايستحق ,ضيفي وضيفكم هو الكاتب المخضرم ومدير تحرير الشئون الرياضية في الزميلة «الجزيرة» الأستاذ محمد العبدي ,فإلى ثنايا هذا الحوار: •أعي جيدا أنك أحد أهرام الوسط الإعلامي ولكنني ملزم على أن تقدم نفسك للقارئ على طريقتك الخاصة؟ محبكم والفقير إلى عفو ربه محمد العبدي . •لكل منا بداية فماذا عن بدايتك في بلاط صاحبة الجلالة وأرجو أن توجز في ذلك؟ بدايتي أعتز بها كثيرا ولها ذكرى لن أنساها ,بدأت العمل الإعلامي عبر جريدة اليوم إبان فترة عمل الأستاذ الكبير عبدالله العتيبي وتدرجت بعدها في عدة أماكن حتى استقر بي الحال إلى ما أنا عليه حاليا. •سرت شائعة قوية هذه الأيام تفيد بأنك قررت فعليا هجر العمل الإعلامي واعتزاله بلا رجعة فما صحة ذلك؟ يعلم الله أنني لولا إلحاح وطلب الأستاذ الكبير خالد المالك لتركت العمل الإعلامي منذ زمن بعيد ,خاصة أنني أرغب في خوض مرحلة جديدة وتحد أكبر ,حالي كحال رفيق دربي لديكم الزميل محمد البكر والذي أصبح نائبا لرئيس التحرير في اليوم. شخصية كبيرة أنقذتني من ورطة الوزارة بسبب مقالة وقسمنا الرياضي لم يهرم والدليل أن قناة خليجية لاتقتات إلا منه والكتاب الذين استقطبتهم للكتابة في الملحق الرياضي غالبيتهم يميلون للسخرية والتهكم كصالح السليمان والهويريني والرشيد •اشتهرت ولاتزال بقوة مفرداتك وشجاعتك في الطرح ولكنك مقل جدا سواء في الكتابة أو حتى في الظهور الإعلامي بكافة أنواعه فمتى يعي العبدي أنه ليس ملكا لنفسه وأن هناك من ينتظره بشغف بالغ؟ أشكر لك جميل كلامك عني ولكنني ضد الظهور من أجل الظهور الذي لايأتي بجديد ومفيد ,كما أن لدي أعمال في الجريدة وخارجها تمنعني من الظهور بكثرة أو حتى الكتابة باستمرار,وأقدر كل من ينادي بحضوري ,ولكن هي قناعة شخصية. •هلاليتك التي تثار بين الحين والآخر هل تسبب لك إحراجا وهل سيأتي اليوم الذي ستقول فيه أنا هلالي واشربوا من ماء البحر؟ •لن أقول هذه المفردة فليس من اللائق بي أن أسكت بها من يتهمني بهلاليتي,وميولي لن أتطرق له وفي نفس الوقت لاتحرجني مثل هذه الشائعات ,فلقد اعتدت عليها كثيرا. •القسم الرياضي والذي تتسنم هرمه الإداري يقال إنه بدأ يشيخ ويهرم خاصة وأن المجاملات والمحسوبيات بدأت تدب فيه فما تعليقك؟ أخالفك تماما والدليل أن هناك قنوات فضائية ترصد وتتناقل كل ما يكتب عندنا ,ولاهم لهم سوى ملحقنا الرياضي ,ناهيك عن التطور المستمر الذي يشهده القسم بشهادة المحايدين وليس المغرضين. •مجاملتك الواضحة لعدد من الإعلاميين كأحمد العجلان والمهوس وتعيين العبودي نائبا لرئيس القسم وهو الذي يصنف من فئة قليلي الخبرة كل هذه الأشياء تدل على المجاملة والمحسوبية؟ ربما لأن من ذكرتهم كالعجلان والمهوس ناجحون بشهادة الجميع وليس العبدي نفسه والعبودي عمل مايقارب الخمسة عشر عاما في الإعلام ويحمل مؤهلا كبيرا في تخصصه,لذلك تهم المجاملة والمحسوبية مردودة على من يروج لها. •الكتاب الذين استقطبتهم للكتابة في الملحق الرياضي غالبيتهم يميلون للسخرية والتهكم كصالح السليمان والهويريني والرشيد فهل الهدف من استقطابهم الإثارة أم لحاجة في نفسك العبدي يريد ايصالها عن طريقهم؟ على العكس تماما الهويريني كاتب التاريخ والسليمان كاتب الحقائق والرشيد قامة إعلامية وتربوية كبيرة أتيت للجزيرة وهو أحد كتابها ,ولاأعتقد أن في كتاباتهم نوع من السخرية والإستهزاء والتجريح. القنوات الفضائية باتت مأوى وملاذا لكل من هب ودب، مراهقو الفضائيات يذكرونني بمرحلة تهشيم الأنوار وتكسير زجاج السيارات، نحن نرصد ونراقب انطباعات القراء والوسط الرياضي وصالح يحظى بقبول منقطع النظير•أحد تلاميذك غادر القسم الرياضي متجها للعمل الإداري في نادي الهلال وهو الزميل عبدالكريم الجاسر وسؤالي تحديدا لو كنت مكان الجاسر نفسه هل ستقبل الإرتماء في حضن الأندية وترك العمل الإعلامي؟ أولا الجاسر ذهب بناء على طلب الأمير عبدالرحمن بن مساعد له وهو مؤهل لهذا المكان والمنصب ويديره حاليا بإقتدار ,اما لو كنت مكانه فلن أذهب أبدا كوني لا أرغب في العمل بالأندية. •بالمناسبة كيف ترى عمل الجاسر وما هي رسالتك له وهل ستسمح له بالعودة في حال ترك عمله الحالي؟ الجاسر قدم عملا ممتازا وارتقى بنوعية العمل الإداري في المراكز الإعلامية ,وهو مميز ومرموق,وأتمنى له التوفيق ,وفيما يخص عمله في الجزيرة مجددا فلا أعتقد ذلك. •على ذمة المخضرم صالح السليمان يقول إنك تتدخل بعض الحوارات وخاصة التي تسيء للهلال كما في حوار السلومي قبل عدة سنوات فهل هذا ديدنك لكي لا تخسر قرب الهلاليين؟ لم أسمع ذلك أبدا(قاطعته وقلت حدث ذلك في منتدى الزعيم) وقال :ربما يكون استنتاجا خاطئا من صالح أو كلاما عن حسن نية وبالمناسبة صالح لايحظر للجريدة ولايعرف كيفية العمل لدينا ,وفيما يخص جزئية القرب من الهلال فحوار الفريدي الأخير والذي أعلن أنه سيجدد لمن يدفع أكثر بغض النظر عن ناديه وخلافه يدحض كل ما يثار ويقال إنني أمنع كل ما يثار حول الهلال. •بما أن الحديث عن السليمان لماذا هو تحديدا يحظى بمساحة واسعة عندما يريد نشر مقالته الإسبوعية؟ نحن نرصد ونراقب انطباعات القراء والوسط الرياضي وصالح يحظى بقبول منقطع النظير ويكفيه أنه الإعلامي الوحيد الذي له جوال باسمه وتتسابق عليه شركتان كبيرتان لاستقطابه ,لذلك أين مكمن الغرابة في منحنا له هذه المساحة. •كيف تقيم الحراك الإعلامي في الآونة الأخيرة وهل بالفعل بات الوسط الإعلامي ملاذا ومأوى لكل من هب ودب؟ دعني أقول الحراك الفضائي فالمألوف والدارج حاليا إعلاميو الفضائيات ,والفضائيات هي وحدها من رغبت هؤلاء بالوسط الإعلامي ,وهي أيضا المتسبب في وجود كل من هب ودب,وفي القريب العاجل ستلفظهم هذه الفضائيات بعد أن تعريهم على حقيقتهم ,وستقضي عليهم تماما. •كثير من الإعلاميين باتوا يركزون على الظهور الفضائي وأنا شخصيا أعرف أن لك وجهة نظر خاصة حيالها فهل لك أن توجز لنا فيها؟ صدقني نحن في السعودية تحولنا كإعلاميين من الكتابة وكتب فلان إلى الأقوال وفلان يصرح وفلان يقول,أعتقد أنها مرحلة شبيهة بمرحلة صغار السن الذين يهشمون الأنوار وزجاج السيارات ,وبمجرد تقدم العمر بهم تتلاشى هذه الحركات الصبيانية,هدف أولئك الظهور من أجل الظهور ,وحقيقة أنهم سينتهون تماما بعد أن تعريهم هذه القنوات على حقيقتهم. •يعاب على ملحق الجزيرة الرياضي ندرة الحوارات والمقابلات وحصرها على الرغم من قلتها على الجانب الهلالي إن حدث ذلك فعلا ؟ في كل أسبوع لدينا حوار ولكنه قصير,صدقني يابدر يوجد على رفوف مكتبي العديد من الحوارات الطويلة ولكنني أرى أنها لاتستحق النشر,ومتى ماتوفر لدي حوار لشخصية ما تستحق النشر والفرد فلن أتردد إطلاقا في إعطائها المساحة التي تستحقها. بعد الأنين وشعبولا توقعوا من الدويش أي شيء و جستنية تخلص منه الفن وتورط به الوسط الرياضي. •ذات يوم كتب العبدي مقالته الشهيرة إنهم يشربون ,حدثني عن أصدائها وهل تعتقد أن الأحوال حاليا مناسبة لكتابة مقالة شبيهة لها أو إعادتها من جديد؟ أصداؤها غير عادية إطلاقا ,فمابين مؤيد ومعارض انقسم الوسط الرياضي,والحقيقة أنني تورطت كثيرا مع وزارة الإعلام ,حيث أساء البعض فهمها ,وكادت الأمور تتأزم بيني وبينهم لولا تدخل شخصية كبيرة , كان الهدف منها خدمة الكرة السعودية ولكن هناك من حورها على مزاجه وفيما يخص الشق الثاني فنتائج المنتخب ووضع بعض اللاعبين حاليا يدفغني لأن أقول تلك المقالة أو أعيد كتابتها متى ما سنحت لي الفرصة,فالهدف منها معالجة قضية شائكة ولم تزل. •من من الإعلاميين في الصحف الأخرى يعجب بهم العبدي كثيرا ومن الكاتب الذي تمنيته في ملحق الجزيرة الرياضي؟ لن أجامل عندما أقول إنني معجب بك كثيرا وبحواراتك أيضا أنا معجب بالكاتب محمد الشيخ في جريدة الرياض,كذلك عيسى الجوكم ومقالات البكر ,وهناك صحفي اسمه بندر الطياش ,هناك عدد كبير يعجبونني وأقرأ لهم كثيرا ولكن المجال لايتسع لذكرهم. •هيئة الصحفيين كثر الحديث حيالها كثيرا فكيف ترى عمل الهيئة وماذا ينقصها حتى تلبي حاجات الصحفيين ومطالبهم؟ الهيئة ينقص عملها الكثير ,فالخصم والقاضي ينتمون لفئة معينة ,ورؤساء تحرير الصحف أعضاء في هذه الهيئة ويديرونها أيضا ,لذلك حتى تحقق الهيئة الأهداف يجب أن تكون لها إدارة مستقلة ,وغير مرتبطة مباشرة برؤساء الصحف. •لكل منا نصيبه من الشائعات ,فأي من الشائعات تضررت منها كثيرا وهل أنت ممن يلقي لها بالا؟ من الأشياء التي اكتسبتها في الوسط الرياضي وأحمد الله عليها أن لدي مناعة من مثل هذه الشائعات وصدقني أنني لا ألقي لها بالا,وشائعاتهم تطالني كل يوم ولكنها لن تحرك شعرة من رأسي ,أما أقسى الشائعات فقد تعرضت لها وهي مكيدة من شخص ما ,وأحب أن أؤكد أن من قام بهذه المكيدة لقي شر أعماله وسوء نيته,ومن قام بها أعرفه جيدا وأعرف أهدافه وخططه وبحول الله لن ينالوا مني بفضله ومنته. •سأطرح عليك عددا من الأسماء وأترك لك حرية التعبير عنها ولكن لو سمحت باختصار: •عبدالعزيز شرقي: الله يستر عليه •عدنان جستنية: تخلص منه الفن وتورط به الوسط الرياضي •سعود الصرامي: الله يهديه •محمد الدويش: بعد الانين وشعبولا توقع منه أي شيء •أحمد الشمراني: يقولون إن السياسة أن تقول لاتعتقده وأرى أن أحمد سياسي وسياسي جدا •أترك لك الحرية لتختتم هذا الحوار فماذا تود أن تقول؟ كل الشكر لك يابدر ولجريدة اليوم التي انطلقت منها ,كل الشكر أيضا للأستاذين محمد الوعيل ومحمد البكر والزميل عيسى الجوكم,وأتمنى لكم مزيدا من التألق والنجاح. العبدي والامير متعب بن عبدالله العبدي وحديث بآسم مع النجم المعتزل يوسف الثنيان