ان تجد الاساءة والتقليل تجاهك من الآخرين فهذا ربما يكون امرا عاديا لاعتبارات منها انهم لايريدون لك النجاح وبالتالي التركيز على عيوبك اكثر من الايجابيات، ولكن ان تسيء لنفسك وتجعل (اللي يسوى واللي مايسوى يتفرج) على سقطاتك فهذه قمة اللاوعي، اقول ذلك بعد السقطات الاعلامية الاخيرة التي سجلها الكثير من مسؤولي الاندية والشرفيين وبعض الإعلاميين السعوديين الذين استغلوا بعض المواقف للتظاهر بالوقوف مع بعض الاندية بينما الحقيقة تقول انهم يلاحقون الفضائيات على طريقة (شوفوني). الكثير من الدول تسير الى الامام وتتقاسم كعكة البطولات ونحن نكتفي بالسباق نحو الفضائيات بلغة سمجة وحضور مخجل وخطاب اساء للبلد حتى اصبح (البعض) يتحدث بما لايعرف ويفتي بما يجهل، ولم يبق الا (القهوجيون) في الاندية لم يظهروا ويتحدثوا عن امور لاتخصهم، كل البرامج ارعدوا وازبدوا عبرها ولم يبق الا برنامج (عدنان ولينا) وقنوات الكراتين لم يحلوا عليها ضيوفاً. عند الخسارة وعند اي مشكلة ليس للجميع الا الظهور عبر الفضاء وسب هذا وشتم ذاك دون معالجة تتسم بالوعي. من اوجد لنا لغة اعلامية ركيكة مضحكة لا أحد يقتنع بها ولا أحد يؤمن بصدقيتها ضررها اكثر من نفعها؟ حتى اختلطت الصفة الرسمية بلغة من يأتي من الشارع، تمر على القنوات الفضائية بالريموت خلال دقائق معدودة فتجد الاداري والشرفي يسابقك على الظهور؟، لانعلم ماذا يريدون رغي وصياح ونياحات ليس لها ما يبررها؟! يبدو ان هناك من ينام ويفطر ويتعشى ويتغدى بالاستوديوهات حتى لو كان مطرودا يفوز بالظهور ولاتغفل القنوات عن دعوته للاستضافة والمداخلة عبر الهاتف، اصبحنا غير قادرين على رسم سياسة واضحة تخلص انديتنا ورياضتنا واعلامنا من الفشل، واستبدلنا ذلك بنبرتنا الاعلامية المقيتة، البعض يرى ان تكثيف ذلك هو (انتصار) له على كل من يختلف معه حتى استغلت القنوات الفضائية الرياضية المجاورة هوس (البعض) الاعلامي وفتحت ابوابها بهدف استقطاب كل من هب ودب والاساءة لنا. المنافسون يرسمون طريقهم نحو البطولات والرقي برياضتهم ولغتهم والبعض لا همَّ له إلا كم (حصته) عبر الفضاء يفكر كم يصدر من بيان وكم يدلي بتصريح ويظهر بالتلفزيون، ينوع في العبارات التي تقلل من قيمة المنافسين، لايهم ان يسير الى الوراء من خطوات، المهم ماهي القناة التي تقبل بمداخلاته و(ينعق) خلالها بصوت مبحوح وحجج ضعيفة، يريدون ان يصوبوا (الاهداف) في مرمى المنافسين فإذا بها ترتد نحوهم فتحدث دويا هائلا نتيجته المزيد من الخسائر. اننا بحاجة الى من يعيد رياضتنا وانديتنا الى جادة المنافسة، بحاجة الى من (يفلتر) لغتنا الاعلامية ويمنع (طيور الفضاء) من تشويه سمعتنا بفكر خال وعبارات كلها قلة أدب، من يعيد لاعلامنا الرياضي المرئي والمقروء وحتى الاذاعي الى لغة الرقي والتوجه السليم بعدما اصبح غير مقبول؟. من جعل انديتنا تفشل في الحصول على اضعف البطولات، حتى بطولة الخليج التي نقول عنها انها لا تمثل كامل طموحاتنا اصبحنا نخسر فيها؟ انه الفكر الذي يسير باتجاه واحد والسباق نحو المنابر الاعلامية لا العمل الكفيل بالنجاح!