تواجه البيئة البحرية أخطارا عديدة بعضها سريع الفتك كالردم والتجريف وبعضها سموم أخرى تنتشر ببطء مثل الصرف الصحي الذي يتم القاؤه في البحر بدون النظر الى تأثيراته القاتلة للأسماك بشكل مستمر. وأوضح عضو مجلس الشورى وأستاذ التقنية الحيوية الزراعية بجامعة الملك فيصل الدكتور جميل آل خيري أن هناك خطراً يهدد البيئة البحرية وهو الصرف الصحي غير المعالج ،وبذلك أصبحت هذه البيئة وشجرة المانجروف مهددة بالانقراض وينتج عنه تقليص للكائنات التي تعتمد عليها مما يهدِّد الثروة السمكية بالمملكة. أسعار الأسماك في ارتفاع مستمر والسبب قلة الإنتاج عما كانت عليه وزيادة الطلب المُلِح فينبغي على المسئولين وضع الدراسات التي تبيّن أسباب هذا الخلل . من جانبه أكد مدير مصلحة المياه بالقطيف سلمان إبراهيم العيد، أن محافظة القطيف يتواجد بها 3 مرادم ومصبّات وهي محطات ثنائية ستتحول إلى ثلاثية قريبا ،كما حولت محطة الجارودية الأكبر في المحافظة إلى ثلاثية ويستفاد من مياهها من قبل التحسين الزراعي ، مشيرا إلى أن مصب القطيف القادم من محطة الجارودية الثلاثية ولا يصب بالبحر مباشرة وما يخرج من هذه المحطة ما بين 60 إلى 90 ألف متر مكعب يوميا ،مؤكدا أنه لا يوجد خطر أو إشكال على البيئة البحرية من مياه الصرف الصحي المعالج معالجة ثنائية أو ثلاثية. وأشار رئيس اللجنة الزراعية والثروة السمكية بغرفة الشرقية جعفر أحمد الصفواني إلى أن الصرف الصحي الذي يرمى في البحار يسبب موتا بطيئا للحياة البحرية ،وخاصة إن لم يكن معالجا معالجة مقبولة وهذا يعتبر من أهم الأضرار التي تصل لمياه البحار والتي تؤدي حدوث تسمم للحياة البحرية . وبين الصياد عبدالله حسن البيابي في السنوات الأخيرة تراجع انتاج الأسماك في خليج تاروت مما ينذر بالخطر ، ومن المهم معرفة أسباب ذلك، فمياه الصرف الصحي التي يتم القاؤها تسبب في هجرة كميات كبيرة من الأسماك، وسبب ذلك قلة التكاثر للكائنات ،كما تأثرت أشجار المانجروف التي تعتبر الرحم للكائنات البحرية . وأكد المواطن محمد عبدالله الهاجري أن البحار أصبحت اليوم محاصرة بمياه الصرف التي تُرمى فيها هنا وهناك والخطر من هذا المد الأحمر بما يحمله من مواد عضوية ضارة ومواد كيماوية سامة . وبين حسن حسين البراهيم أن أسعار الأسماك في ارتفاع مستمر والسبب قلّة الإنتاج عمّا كانت عليه وزيادة الطلب المُلح، فينبغي على المسئولين وضع الدراسات التي تبيِّن أسباب هذا الخلل ،ونعتقد أن مصبات الصرف الصحي لها دور في المشكلة . وفي نفس السياق أكد عضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية داوود سلمان آل إسعيد ،أن جمعية صيادي الأسماك أوضحت رأيها في أضرار مياه الصرف الصحي على البيئة البحرية،فالكميات التي يستقبلها خليج تاروت تقدر بأكثر من 150 ألف متر مكعب من مياه الصرف وتعتبر هذه المصبات سموما للبيئة البحرية ،وخاصة إن لم تكن البحار مفتوحة على تيارات قوية كبحر مدينة صفوى الذي يستقبل مصبّين من مدينة صفوى ومحافظة رأس تنورة.