هذا العام، كان عاما استثنائيا، لم يخضر فيه حتى الآن أي وطن عربي أراد تصحيح المرحلة، لكن هذا الزرع في طريقه نحو الاخضرار، لذا هو بكافة المقاييس عام استثنائي، لم يحدث في تاريخ جيلين على الأقل، وما حدث حتى الآن هو سقوط لغة، وقيام لغة، سقوط قيم، وقيام قيم، أعوام طويلة لم تهب بها رياح تأتي من كل اتجاه لتذكرني باحتطاب قام به أصدقاء في رحلة بالعيد الماضي لم ينفع فيه إشعال النار لأن الريح كانت تأتي من جميع الجهات. عام بدأ منذ وضع الرئيس التونسي قدماه في طائرة مغادرة إلى إنجاز أهم اتفاقية لم تعطَ حقها وأبعادها وأهميتها في الإعلام العالمي، ولم تعطَ المملكة برعايتها حقها ومكانتها بإنجازها التاريخي لحقن دماء اليمن، وهو إنجاز بالتأكيد لن يقارن مع دولة مثل سوريا تشرد في تسعة أشهر مليونا من مواطنيها، أو بلد مثل ليبيا لا يستريح القائد فيه إلا بعد ذبح أكثر من خمسين ألفا من مواطنيه. هذا هو الفارق بين وطن يعمل وسط معركة بناء داخلي لمجتمعه، وبين معارك لحكام عرب يذبحون مواطنيهم. هذا هو الفارق بين وطن يعمل وسط معركة بناء داخلي لمجتمعه، وبين معارك لحكام عرب يذبحون مواطنيهم، هذا الفارق لمكانة متفوقة في بعدها ومحيطها بحجم المملكة، وبين لغة مستهلكة عفى عليها الزمن لدول لها عمقها المؤثر ومازالت تصدر ثورتها على سواحل الخليج العربي، تتمنى ان لا ينتهى هذا العام حتى تعين» وليا للفقيه» في العواصم الخليجية والعربية على غرار تعيينها أمس في بغداد وتعيينها السابق في دمشق. أعود الى السيد العربي، بتحذير شديد اللهجة على طريقة البيانات السياسية من اختطاف الثورات، واغتيال الواقع العربي القادم لهذه الشعوب التي عانت كثيرا من الاستبداد على يد النخب الحاكمة لمطالبها، وللمؤسسات العسكرية المريضة ايضا التي إذا لم يتم إصلاحها من الداخل فلن ينفع التغيير ولن تنفع الريح، ولا يصح فيها أيضا الحديث عن عتبة جديدة تقفزها الشعوب العربية. إذا هو عام استثنائي بكل المقاييس، رحل فيه السيد العربي المريض ولم يأتِ بعد السيد العربي الجديد ولم يخضر بعد ربيعه.