أخطأت الصحافة في وصف الخلاف بين أعضاء المجلس البلدي وأمانة الشرقية بأنه خلاف على تنفيذ جسور وأنفاق، المجلس الذي سيبلغ ميلاده هذا الأسبوع نحو خمسة أعوام وأشهر من إنشائه المجلس الذي بدأ عتبته الأولى، وجلسته الأولى، ونقاشه الأول أيضا بعلاقة متوترة مع الأمانة حتى وصلت في يوم من الأيام إلى اعتصام بعض أعضائه واستقطاب أجهزة تلفزة فضائية لتغطية أحداثها وفصولها كأول مجلس يدب فيه خلاف لم ولن ينتهي في تاريخ المجالس البلدية. أخطأت الصحافة في وصف الخلاف بين المجلس والأمانة بأنه خلاف على تنفيذ جسور وأنفاق، كل جلسة فيها خلاف، وكل جلسة تتبادل بها اتهامات، وكل جلسة تصل بخلافها إلى الصحف والمجالس والإعلام والنتيجة لا شيء متغير سوى التحسر على هذه العلاقة المربكة بين مجلس وأمانة، إلى حد أن جلسة “الاستثنائية” الأسبوع الماضي، جاءت على خلاف. وفي حين نرى وجود مجالس صغيرة تخدم محافظات كبيرة استطاعت خلال أدائها أن تتقدم بالانجازات، وأعطت طمأنينة لساكنيها وأحيائهم وملبسهم ومواصلاتهم ومأكلهم، نجد أن المجلس البلدي في حاضرة الدمام متصدع بالخلافات التي لا تنتهي ولن تنتهي. أخطأت الصحافة، مرتين، الأولى حين تخلت عن مهنيتها الاستقصائية في بحثها عن أسباب الخلاف، والثانية حين ذكرت أن الخلاف حول جسور وأنفاق فقط، لا، لم يكن هذا هو الخلاف. لقد كان الخلاف اعمق واكبر، ليس في أولوية المشاريع فقط ، بل في كل شيء، كل شيء تقريبا الخلاف أعمق من ذلك، لم يخدمنا المجلس فيه مع الأسف، لم ولن يخبرنا به أيضا، لسبب بسيط حيث إن الجميع مشغول بظاهرة “تعالي الأصوات”، التي تذكرني ببرلمان لدولة عربية، لا يوجد به سواء الأصوات، الخلاف أعمق من طريق وجسر وشارع، الخلاف في جوهر الأداء. الخلاف حول جوهر الأداء، إلا أن خلاف “الجلسة الاستثنائية” هذه المرة كان حول مبلغ 100 مليون ريال تنوي الأمانة ضخها في مشروع دائري “فندق موفنبيك” في الخبر، مشروع لسنا ربما بحاجة إليه الآن، قدر حاجة أخرى وملحة لمشاريع تطوير عاجلة تقع بين أحياء الخبروالدمام. أخطأت الصحافة في النقل، وأخطأ أعضاء المجلس الذين نكن لهم كل تقدير واحترام أيضا بأن نستمر بهذه اللغة، ربما نصفق لبعض وقفاتهم لصالح المواطن، إلا أن لغة الفريقين لا تصلح في عمل يخدم أكثر من مليون ونصف نسمة. لقد كان الخلاف أعمق وأكبر، ليس في أولوية المشاريع فقط، بل في كل شيء، كل شي تقريبا.