من أسوأ العادات التي قد يكتسبها المتعاملون في أسواق المال هو الاعتياد على الشراء والبيع بشكل يومي أو أسبوعي وبعبارة أخرى أن يكون الدخول مبنيا على مبدأ الفترة الزمنية التي تفصل بين شراء وآخر وقد تكون الطامة الكبرى أن يفتح محفظته ويراها خالية من الأسهم وقد يعتبرها البعض انتقاصا من خبرته في عدم إيجاده شركة جيدة مما يدفعه للتهور والدخول في شركات بناء على تحليل سريع غير دقيق الأمر الذي ينتج عنه غالبا خسارات كبيرة وهو ما يعكس النقص بالخبرة وعدم الالتزام بالقوانين والقواعد العامة في التداول ... ما يجب أن نفهمه ونعتاد عليه أننا لسنا مضطرين للدخول في أي شركة أو قطاع لمجرد تحرك سريع أو خبر إيجابي مفاجئ بل يجب النظر إلى الشركة ذاتها التي نريد أن نستثمر بها ونحللها جيدا ونعرف سعر سهمها الحقيقي ومن ثم تحديد أفضل أماكن الدخول والانتظار هناك لا أن ننجرف وراء الحركة. المؤشر العام حقق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ارتفاعا قدره 40 نقطة وهو ما نسبته أقل من واحد بالمائة وذلك في الجلسات الخمس الماضية وترافق هذا الارتفاع بقيم تداول وصلت 28.6 مليار ريال مرتفعا أيضا عن قيم تداول الأسبوع الذي سبقه بحوالي 4.3 مليار ريال وهو ما نسبته أيضا قرابة ال 18 بالمائة من تداولات الأسبوع ما قبل الماضي ليغلق الأسبوع الأخير عند مستويات 6147 نقطة مضيفا بذلك جلسات خمس على منطقة التذبذب العرضي الذي يسير بها المؤشر طيلة شهرين ماضيين ويأتي هذا الإغلاق محيرا لكثير من المتعاملين حيث أنه بالقرب من مستويات المقاومة الأولى له عند مناطق 6192 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والتي سيؤدي اختراقها إلى دفع المؤشر للوصول إلى مستويات المقاومة الثانية والواقعة على حاجز 6419 تقريبا والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فإن الكثير من المتعاملين ينتظرون اختراق المقاومة الأولى والتي كانوا متوقعين أن يتم اختراقها بالتزامن مع الأرباح الجيدة التي حققتها معظم الشركات للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي أما بعد الفشل في ذلك تشكلت رؤى كثيرة لدى المتعاملين ومنها ما هو سلبي للغاية ويتبنى الرؤية التصحيحية التي ستستهدف مستويات الدعم الرئيسي الأول حاليا والواقع عند مستويات 5825 نقطة والواقع على حاجز 61.8 بالمائة من ذات الموجة أيضا والتي من المحتمل أن تصمد جيدا في وجه أي هبوط محتمل .و يبدو أن ملامح تكوين النموذج المثلث التصاعدي ( Ascending Triangle ) بات واضحا وبناء عليه فإنه على الأرجح أن يقوم المؤشر باختراق المقاومة الحالية التي تُشكل أحد أضلاع هذا المثلث ولكن ما يجب علينا الانتباه أنه لا ضمانة مطلقة في حدوث ذلك الاختراق فمن الممكن أيضا أن يكسر الضلع الصاعد للمثلث وعليه فإن التصرف الأمثل في مثل هذه الحالات وغيرها أيضا أن ننتظر أن يتحقق الاختراق أو الكسر لا أن نقوم بالشراء وذلك على أمل الاختراق . قطاع البتروكيماويات بعد أن حافظ مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية على مستويات الدعم الواقع عند مستويات 6104 نقاط والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي انطلق المؤشر ومنذ بداية تداولات الأسبوع الماضي بشكل صاعد متقطع إلى أن وصل لمستويات إغلاقه الأخير عند 6219 ليكون بذلك قد كسب تسعا وتسعين نقطة بما نسبته 1.6 بالمائة من قيمة افتتاحه التي كانت عند مستويات 6120 نقطة وبقيم تداول وصلت إلى 6.2 مليار ريال وهو ما نسبته 21 بالمائة من إجمالي تداولات السوق و على الرغم من الارتداد الجيد الذي حصل مؤخرا إلا أن الإغلاق في هذه المناطق وبالسلوك الذي شهدناه أخيرا يمكن اعتباره سلبيا حيث ارتد المؤشر من مستويات المقاومة الكلاسيكية الواقعة عند سقف المسار العرضي الذي يسير به منذ شهرين تقريبا والواقع عند مناطق 6250 نقطة فقد تجاوزها المؤشر خلال تداولاته لعشر نقاط قبل أن يرتد في الجلسة الأخيرة ليغلق دونها بحوالي ثلاثين نقطة وهذا ما يؤجل اتخاذ القرار إلى الأسبوع القادم أو الذي يليه حيث يجب أن يتأكد لدينا الاتجاه القادم لنتمكن من الدخول بشكل جيد إن كان دخولنا السوق يعتمد فقط على مؤشر القطاع وهو الأمر الذي لا يقبل به كثيرون بل من الواجب أن يكون الدخول بناء على الرسم البياني للسهم المراد الاستثمار به ويكون في غاية الجمال إن توافق الدخول في السهم مع وجود مؤشر القطاع التابع له عند مستويات دعم جيدة ، لذا فمن الأفضل الانتظار إلى أن يتم اختراق المقاومة الأولى حيث أن الفشل في ذلك سوف يدفع مؤشر القطاع إلى أمرين أولهم مسار عرضي وثانيهما أن يتراجع إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول عند مناطق 5864 نقطة . قطاع الاتصالات واصل قطاع الاتصالات هبوطه المتواصل للجلسة السابعة على التوالي كانت حصة الأسبوع الماضي منها خسارة ما قيمته 61 نقطة وهو ما نسبته 3.6 بالمائة من قيمة افتتاحه الأسبوعي الذي كان عند مستويات 1710 نقاط والتي بدأ من عندها مسلسل هبوطه الذي استمر إلى أن وصل مستويات الدعم الكلاسيكي الواقع عند 1636 نقطة والتي كانت سببا في ارتداده الخجول إلى مستويات إغلاقه الأخير عند 1649 نقطة والذي يعد إغلاقا سلبيا على الرغم من ارتداده من دعم جيد إلا أن الإغلاق كان دون مستويات المقاومة الحالية الواقعة عند 1665 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والتي ان استمر في البقاء دونها فإنه سيستهدف مستويات الدعم الواقع عند 1623 الواقعة على حاجز 50 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه ومن ثم مستويات 1580 على الحاجز التالي الواقع عند 61.8 بالمائة، وهنا لابد لنا أن نشير إلى أن الهبوط المتواصل من مستويات 1740 تقريبا وخسارة ما يزيد على 5 بالمائة خلال مدة قصيرة له ما يبرره لدى المتعاملين حيث أن شركة الاتصالات السعودية وهي الشركة الأكثر تأثيرا في مؤشر القطاع انخفضت أرباحها بما يقارب 25 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي والتي كانت كفيلة ببث الرعب بين المتعاملين المهتمين في شركات القطاع بشكل عام علما بأن الشركات الثلاث الباقية قد حققت نموا جيدا فأحدها نمو في الأرباح والاثنتين الباقيتان انخفاض في معدلات الخسائر وهو ما يمكن أن يعتبره البعض جيدا وعليه فإن التفاوت بين الشركات وبين القطاع وسلوكه العام يفرض على المهتمين أن ينظروا إلى سهم الشركة المراد الاستثمار به ويجدوا الأسعار الجيدة للشراء ومن ثم تحديد أفضل الأماكن من خلال القراءة الفنية للرسم البياني . قطاع التأمين حافظ قطاع التأمين على مستويات الدعم الرئيسي الحالي الواقع عند مستويات 1009 نقاط والتي كانت مقاومة شرسة للغاية إلى أن تم اختراقها قبل سبع جلسات والذي تم تأكيده من خلال إعادة الاختبار الذي تم في بداية تداولات الأسبوع الماضي والذي حالفه الفشل في العودة دونها الأمر الذي دفع المتعاملين إلى الدخول في القطاع مما دفعه لأعلى محققا 39 نقطة إضافية لرصيده وهو ما نسبته 3.8 بالمائة من قيمة الافتتاح الأسبوعي الذي كانت عند مستويات 1017 نقطة والتي صعدت بشكل واضح إلى مستويات 1083 التي ارتد منها في اليومين الأخيرين إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 1056 نقطة وهذا كله ترافق مع قيم تداول وصلت إلى 11.3 مليار ريال وهو مانسبته 39.6 بالمائة من إجمالي تداولات السوق وهو أمر مستغرب ويدعو للقلق حيث أنه وللأسبوع الثالث على التوالي يستحوذ القطاع على أكثر من 37 بالمائة من إجمالي التداولات وعلى الرغم من الارتفاعات المحققة إلا أنه يجب الانتباه إلى أن المؤشر قد يتعرض في أي وقت إلى موجة تصحيحية كونه مستمرا في الصعود منذ شهرين ونصف تقريبا ولأكثر من 300 نقطة وهي ما نسبته 41 بالمائة من قاع الموجة الصاعدة الأخيرة وهذا كله دون تصحيح ومن المستغرب أيضا أن نسب التداول ترتفع بشكل كبير عند مستويات نجد فيها أغلب المؤشرات في مستويات التشبع الشرائي مما يدفع للتريث في اتخاذ أي قرار شرائي عند هذه المستويات أو أعلى منها على الرغم من أن الاختراق الأخير يشير إلى استهداف المؤشر لمستويات المقاومة التالية الواقعة عند مناطق 1129 إلا أن الحذر واجب .