منذ وصول الدورة الاقتصادية العالمية إلى قمتها وانفجار الفقاعة، ومسارات الأزمات المالية المتعاقبة بدأت في أخذ اتجاهات عصفت بقدرة عدد من الدول في العالم على الوفاء بالالتزام بسداد ديونها، ومن بينها بعض الدول المندرجة تحت مظلة الاتحاد الاوروبي الغني صناعياً وسياسياً، مرورا بثورات الربيع العربي التي حاولت الحكومات قمعها بأقبح الأدوات كما يحصل في الشقيقة سوريا. وصولاً إلى الاحتجاجات والمسيرات التي تجتاح عددا من البلدان، ومن بينها الولاياتالمتحدة التي انطلقت مسيراتها من مهدها المالي «وول ستريت» ضد قوائم التجار النخبوية وسطوة أسواق المال على الاقتصاد. لا أعلم الى أين تتجه بوصلة مسارات العالم المشتعل في المستقبل القريب، لكني أتفق مع ما نشر من المؤشرات الخاصة بمنتدى الاقتصاد العالمي لآراء ستين في المائة من الخبراء بأن الثقة في الادارة العالمية قد تراجعت خاصة فيما يتعلق بتعامل القيادات السياسية هذه الأحداث بالتأكيد ترتبط جدياً بحاجة الشعوب الاقتصادية أولاً ومن ثم الحاجة إلى التغيير في الطرق المصاغة للقيادة وصناعة القرار في بلادهم، إذ أن الدولة التي لا تفي بالتزاماتها ليست قادرة على تحقيق الانتاج الأمثل عبر بوابة الاستثمار لجميع الموارد المتاحة والممكنة، ومن بينها عنصر الموارد البشرية، حيث سيساهم الدين المرتفع في تقليل فرص توظيف أبنائها، وفي ذات الوقت تكون تلك الدولة ضعيفة وتشيع فيها قصص الفساد وبالتالي لن تتمكن من استقطاب أموال استثمارية اجنبية تدعم اقتصادياتها. في حقيقة الأمر لا أعلم الى أين تتجه بوصلة مسارات العالم المشتعل في المستقبل القريب، لكني أتفق مع ما نشر من المؤشرات الخاصة بمنتدى الاقتصاد العالمي لآراء ستين في المائة من الخبراء بأن الثقة في الادارة العالمية قد تراجعت خاصة فيما يتعلق بتعامل القيادات السياسية مع المخاطر العالمية الحالية ووفق السيناريوهات المستقبلية المحتملة للاقتصاد الدولي. أعتقد أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله- استطاعت بفضل الله التعامل الظروف العالمية والمعايير والعوامل الاقتصادية والخصائص الديموغرافية المتوافقة مع طبيعة البلاد عبر وضع خطط تنفيذية قائمة على خصوصيات البلاد وارتباطاتها العالمية، وقد تكون أبرز الأمثلة الظاهرة تطويرها الكبير للمخرجات التعليمية والتي ستنعكس على جودة مخرجات سوق العمل والتي ستلاحظ في المستقبل القريب في نوعية المنافسة وربما القيادة في السوق العالمي بدعم حكومي وفر المتطلبات الأساسية لتحقيق النجاح الاقتصادي على الدوام. [email protected]