يلتقي وزراء الخارجية العرب مجددا غدا الأربعاء بالرباط في حضور وزير الخارجية التركي مع بدء سريان تعليق قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية. وتعتمد الإجراءات الإضافية المحتملة على سلوك دمشق التي دعت اللجنة الوزارية العربية إلى زيارتها، وأبدت استعدادها لتنفيذ المبادرة العربية الهادفة إلى إنهاء الأزمة السورية. وفي الرباط، أكد مصدر رسمي مغربي عقد الاجتماع الوزاري غدا دون أن يحضره وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي يفترض أن يلتقي نظراءه العرب في إطار المنتدى العربي التركي الذي يعقد بشكل متزامن في الرباط. وسيقيم الاجتماع الوزاري العربي مدى التقدم الذي قد تكون سوريا أحرزته باتجاه تطبيق خطة العمل العربية التي قبلت بها دمشق رسميا مطلع هذا الشهر لكنها لم تلتزم بها فعليا ما فرض تعليق عضويتها في الجامعة العربية. ويفترض أن يتخذ وزراء الخارجية العرب على ضوء ذلك التقييم إجراءات قد تصب في اتجاه تصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية على دمشق, أو إعادة الوضع إلى ما قبل قرار تعليق العضوية الذي اتخذ الاحد. وفي دمشق، اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الاثنين ان قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة بلده في اجتماعاتها «خطوة بالغة الخطورة»، مستبعدا في الوقت نفسه اي تدخل اجنبي في سوريا. وسيقيم الاجتماع الوزاري العربي مدى التقدم الذي قد تكون سوريا أحرزته باتجاه تطبيق خطة العمل العربية التي قبلت بها دمشق رسميا مطلع هذا الشهر لكنها لم تلتزم بها فعليا ما فرض تعليق عضويتها في الجامعة العربية.وقال المعلم في مؤتمر صحافي ان «قرار تعليق عضوية سورية في مجلس الجامعة العربية وما تضمنه من بنود اخرى يشكل خطوة بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك وعلى مقاصد مؤسسة جامعة الدول العربية ودورها». واضاف «صدر قرار ما كان ينبغي ان يصدر احتراما للحقائق على الارض وما تمثله سوريا من مكان ثقل في العمل العربي المشترك وفي الامن القومي العربي». واعتبر المعلم ان خطة اصدار القرار «كانت مبيتة ومقررة وان القرار الصادر غير قانوني لانه غير صادر عن اجماع الاعضاء». و اكد المعلم ان الازمة في سوريا تقترب من نهايتها و»الوضع ليس في تصاعد بل نتجه نحو نهاية الازمة». واستبعد المعلم تدويل الازمة السورية بفضل موقف روسيا والصين. وقال ردا على سؤال في هذا الشأن ان «الموقف الروسي والصيني والذي حظي بشكر وامتنان شعبنا لن يتغير طالما نحن على تنسيق وتشاور». واضاف «اؤكد لكم لن يتكرر السيناريو الليبي في سوريا»، مشيرا الى انه «لا يوجد اي مبرر لكي يتكرر هذا السيناريو وما يجري في سوريا مختلف عما كان يجري في ليبيا». واضاف «على الشعب السوري الا يقلق حول موضوع التدويل او عدم التدويل لان سوريا ليست ليبيا». واكد الوزير السوري ان دمشق «لن تلين وسوف تخرج من ازمتها قوية بفضل الاصلاحات الشاملة التي ستطال كافة مناحي الحياة»، مشددا على ان «سوريا ستبقى رغم ما يرميها به بعض الاشقاء قلب العروبة وحصنها الحصين» واكد المعلم «لا اخفي عليكم هناك ازمة في سوريا وتهب عليها عواصف تآمر من جهات عدة» لافتا الى ان ذلك يعود الى ان «سوريا الدولة بكل مكوناتها تدفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها». من جهة اخرى، قال المعلم ان «سوريا تتعامل مع ملفات الاصلاح والحوار وحقن دماء المواطنين بانفتاح تام وتدرك حجم المؤامرة من جهة واهمية شعبها بكل مكوناته في مواجهتها». واضاف «نحن مقصرون في موضوع الحوار وارجو ان نتدارك ذلك». واشار الى ان «القيادة السياسية السورية ترى ان الحوار والاصلاح في ظل مناخ السلم الاهلي هو اساس الحياة الكريمة التي تريدها للسوريين». واضاف ان «سوريا تتعامل بكل انفتاح مع اي بلد شقيق او صديق لتفعيل سبل الحوار ولدعم مسيرة الاصلاح». واخيرا عبر المعلم عن «اعتذاره» للدول التي تعرضت سفاراتها في دمشق لهجمات في تظاهرات الاحتجاج على قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا. وقال «انا كوزير خارجية اعتذر عن هذا الموضوع واتمنى ألا يتكرر ونحن حسب المعاهدات مسؤولون عن أمن هذه السفارات».