التعادل مع التايلانديين "غنيمة". عكس ما يردده البعض. فأنا اختلف دائما مع من يتجاهل طموحات الآخرين وحقهم في التطور والمنافسة، وكأن الفوز حكرا على منتخبات دون غيرها. في كأس الخليج كانت عمان تخسر بالعشرة من الكويت ولكنها سارت في الطريق وجسدت حقها في الانتصار وطموحها لأن تصبح بطلة لكأس الخليج، فكان لها ذلك. وتايلاند هي الأخرى كانت من المنتخبات الآسيوية المغمورة والخارجة عن حسابات النقاد في تحقيق البطولات، لكنها اليوم تترجم طموحها الشرعي فتفوز وتتعادل مع منتخبات كبيرة وتستفيد من تراجع منتخبات عريقة كانت لها جولات وصولات كمنتخبنا الوطني. ومن خلال هذه المقدمة أقول: إن التعادل معهم وفي بانكوك غنيمة ولا يحق لأي رياضي منصف أن يقول غير ذلك. الأهم من كل هذا الكلام إسأل إن كنا مؤهلين في الأصل للفوز والعودة بالنقاط الثلاث في تلك المباراة!؟ بالنسبة لي أعتقد أننا لم نكن نستحق أكثر من تلك النقطة رضي من رضي وغضب من غضب. فمنتخبنا وان تحسن آداؤه أمام تايلاند قياسا عما قدمه امام استراليا في الدمام، إلا انه لايزال بعيدا عن المستوى الذي يرضي جماهيره ويحقق آمالها العريضة. لن أكون قاسيا مع نجومنا ولكنني لا أفهم كيف يفشل بعضهم في السيطرة على الكرة فلا يتقنون استقبالها، واذا استقبلوها بصعوبة بدأ اللف والعك في دائرة ضيقة تجعلنا نكره كرة القدم ونملّ من متابعتها. أما اذا قدّر الله له ان يمرّرها فلا يحدث ذلك إلا بعد ان تضيق به الساحة فيتخلص من الكرة كيفما شاء. منتخبنا يسير بالبركة ونجومنا الذين يتحولون الى اسود وهم يمثلون أنديتهم نجدهم مع المنتخب حائرين مرتبكين وكأنهم يلعبون الكرة لأول مرة. ولو كنا متأكدين من ان هذا هو مستواهم الطبيعي لما عاتبناهم بقدر ما نعاتب من اختارهم، لكن ولأننا نعرفهم جيدا ونعرف امكاناتهم وقدراتهم ولياقتهم ومستوياتهم فإننا نعتب عليهم ونلومهم. أتمنى ألا يربط البعض ما قلته بالوطنية، فأنا "أنزّه" حب الوطن والانتماء إليه عن كرة القدم بخيرها وشرها. فالوطن اكبر من هذه الكرة حتى وإن كان تمثيل الوطن شرفا كبيرا لكل لاعب ،ليحقق تطلعات جماهيره في كل قرية او مدينة سعودية. دعوني اسأل لاعبي المنتخب عمّا اذا كانوا يوافقونني بأن ما يقدمونه مع أنديتهم افضل بكثير مما يقدمونه مع منتخب بلادهم!؟ قد تكون هناك ظروف لا نعلمها او حسابات لا نحسبها او تقديرات لا نتفهما وراء هذا الأداء المتواضع وهذه الروح شبه الانهزامية والبرود غير المحتمل، لكن ذلك غير مبرر لتباين مستوياتهم بين النادي والمنتخب. قلت لكم ألا دخل لذلك في الوطنية، ولكن هذه الحقيقة فنحن لم نرَ في معظمهم روح صالح النعيمة او توقد ماجد عبدالله او تضحية صالح خليفة ومعهم الرجال الكبار الذين شرفوا وطنهم في 84 و88 و96 وكأس العالم94.. ألا تثير تلك الأسماء وتلك البطولات فيهم الغيرة وتغرس في نفوسهم روح التحدي وتدفعهم للدخول الى الملعب وهم كالاسود يسمع الخصوم زئيرهم فتتحرك المدرجات وتتحقق الاحلام!؟. نحن غير مقتنعين بما يقدمونه ولا بالمستويات التي يظهرون بها ،لأننا وببساطة نعلم ان كلاًّ منهم هو نجم ساطع في سماء الكرة السعودية وان لديهم من الامكانات ما يجعلهم يتخطون تايلاند وعمان في الرياض بل اننا نثق بقدرتهم على رد الصاع صاعين لاستراليا وفي عقر دارها كما فعلت بنا في الدمام. المطلوب من نجومنا الارادة اولا. اقصد ارادة التحدي والرغبة في تخطي هذه العقبة فالتعادل مع تايلاند أبقى الباب مفتوحا لنا ولعل (ضارة) استراليا (نافعة) لنجومنا او كما يُقال :لعل تلك الخسارة لقاحا لمواصلة الطريق والانتصار على الذات اولا ثم على المنتخبات الأخرى مع كل التقدير والاحترام لها ولطموحها ولحقها المشروع في الفوز والانتصار والتأهل للمرحلة التالية. يا نجومنا انفضوا الغبار الذي غطّى صورتكم وانسوا التقاعس الذي كنتم عليه وارفعوا الرايات تحديا لأنفسكم قبل خصومكم فالإنسان لا يستطيع هزيمة خصمه قبل ان يهزم ما بداخله من احباط ويأس واتكالية. وتأكدوا أننا غير راضين عمّا قدمتوه وإننا منتظرون ما ستقدمونه فيما تبقى لكم من مباريات في هذه التصفيات. ولكم تحياتي . [email protected]