حذرت مؤسسة النقد المصارف المحلية من رواج أقلام يتبخر حبرها بعد ساعات من كتابته، وتكمن خطورتها في أنها يمكن أن تستغل في توقيع أوراق أو سندات مالية، ويأتي هذا التحذير في وقت تحدثت فيه العديد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن رواج مثل هذه الأقلام العادية في شكلها، بيد أن حبرها يتلاشى بعد ساعات من الكتابة، وقد استندت مؤسسة النقد في خطابها على تحذير من الأمن العام. وسببت هذه تحذيرات مماثلة من البنوك المحلية السعودية في المملكة من هذه الأقلام المزيفة التي تستخدم في تحرير وصرف الشيكات والمستندات البنكية ارتباكاً في أوساط الذين يتعاملون بالشيكات بشكل دائم. وبدأ كثيرون يطالبون بضرورة استخدام أقلامهم الخاصة لمن يحرر لهم شيكا لتفادي استخدام الجهة الموقعة للشيك الأقلام السحرية. وأشار خطاب المؤسسة والذي حصلت (اليوم) على نسخة منه إلى إمكانية استخدام تلك الأقلام في عمليات النصب والاحتيال في الأوراق الرسمية والمصرفية والتجارية والمالية والعقود والمستندات الأخرى. من جهتها، أكدت إدارة مكافحة الغش بوزارة التجارة أن مهمتها تقتصر على تطبيق المواصفات المحددة الخاصة بأي سلعة بما فيها الأقلام، وأضافت الوزارة أنهم معنيون بتطبيق المواصفات على تلك السلعة فقط دون النظر للمشكلات القانونية والأمنية التي قد يترتب على سوء استخدامها، وعن مدى إمكانية ضم هذا النوع من الأقلام كنوع من «الغش التجاري. ونظراً لطبيعة المشكلة وتداخلاتها القانونية فإنها تثير مخاوف كبيرة وتستدعي إتباع إجراءات من المصارف والأفراد. وقال المستشار القانوني خالد أبو راشد في حديث ل «اليوم» بأن استعمال هذه الأقلام السحرية تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ونظرا لتداخلات هذه القضايا القانونية يصعب فيها الإثبات وقد نلجأ إلى الاستعانة بالأدلة الجنائية في ذلك. وأضاف بأن الأقلام السحرية تزيل الوضع القانوني للمستندات والوثائق بعد مدة من استعمالها ويجعل أمر الإثبات غاية في الصعوبة . وطالب المحامي أبو راشد البنوك والمصارف بإجراءات صارمة للحيلولة دون وقوع عمليات نصب تستعمل بها تلك الأقلام السحرية. هذا وقد أكدت بعض البنوك ظهور أقلام مزيفة حاليا في المملكة لا تختلف في شكلها عن الأقلام العادية إلا أن حبرها يختفي من الأوراق بعد الكتابة بها خلال مدة تمتد من ساعة إلى أيام ويطلق عليها الأقلام السحرية وطالبت البنوك عملائها من المواطنين والمقيمين من أخذ الحيطة والحذر من استخدام هذه الأقلام عند تحرير أو صرف الشيكات أو المستندات البنكية. حيث تدور التحذيرات حول انتشار أقلام يرجح أنها صينية الصنع في المملكة توصف بالسحرية إذ تحتوي على أحبار متطايرة يتم محو كل ما كتب بها بعد فترة من الوقت ما يؤدي إلى إزالة الوضع القانوني عن الشيك ويتسبب في مشكلات كبيرة لحامليها حيث تكمن خطورة تلك الأقلام في أن عصابات متخصصة في الاحتيال والنصب قد تستخدمها. وطالبت البنوك المحلية السعودية موظفيها بالتدقيق في التعاملات اليومية خصوصا الشيكات والحسابات البنكية للحيلولة دون ذلك . وتتخذ «الأقلام السحرية» شكل الأقلام العادية لكن رائحة أحبارها نفاذة ويمكن الكتابة بها على أي نوع من الأسطح الصلبة أو الزجاجية أو البلاستيكية أو الورقية. وتشتهر تلك الأقلام السحرية بنوعان يحتوي الأول على ذاكرة إلكترونية يمكنها الاحتفاظ بصورة من توقيع ما وتتيح للمستخدم التوقيع بالصورة المحتفظة بالذاكرة وليس التوقيع الحقيقي ويستخدم هذا القلم في التوقيع على شيكات أو عقود رسمية يمكن الطعن عليها أمام المحكمة ويحتوي الثاني على أحبار طيارة يتم التوقيع بها وبعد ساعات يختفي التوقيع. الجدير بالذكر أن هذه النوعية من الأقلام يروج لها في الأسواق وفي بعض مواقع الإنترنت، ويتراوح سعرها بين 60 إلى 90 ريالا.