صدق أو لا تصدق.. 11 مسؤولا صينيا خسروا فرصهم في الترقي لعدم «برهم بوالديهم»، هذا ما كشفته جريدة الجارديان البريطانية في تقرير نشرته يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن القادة الصينيين في مقاطعة ويكسيان في إقليم هيبيل شمال الصين بدأوا يتبعون سياسة جديدة في ترقيات المسؤولين تشترط «البر بالوالدين» إضافة إلى البر بالأزواج والأصهار، وذلك إيمانا منهم أنه لا يستطيع مساعدة الجمهور شخصا غير بار بوالديه، بل إنهم لا يعتبرون الانشغال في العمل والتفاني في أدائه عذرا لإهمال الوالدين. وفي اليوم التالي (السبت الماضي) نشر تصريح لرئيس لجنة التنمية الأسرية التابعة لإمارة المنطقة الشرقية الدكتور غازي الشمري كشف فيه لجريدة «الحياة « أن معدل قضايا عقوق الوالدين التي تصل إلى اللجنة، «يتراوح بين أربع وخمس شهرياً»، وأن بعض قضايا العقوق، تضمنت «حالات اعتداء بالضرب على الوالدين، أو هجران وقطيعة». أذكر أنه حتى وقت ليس بالبعيد كنا نقيم الدنيا ونقعدها إذا حدثت قضية عقوق، أما الآن فلم تعد القضية مجرد حادث فردي، بل أصبحت هناك أرقام وإحصائيات تظهر أن المشكلة تتفاقم وتنتشر، فالأمر لم يتوقف على المنطقة الشرقية، فقبل نحو أسبوعين تم الكشف عن 95 قضية «عقوق والدين» شهدتها المدينةالمنورة عام 1431ه، وفي شهر ديسمبر الماضي كشفت لجنة مؤلفة من 12 جهة حكومية عن خطة وقائية توعوية قامت بإعدادها للحد من عقوق الوالدين في منطقة مكةالمكرمة وذلك بناء على توجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وذلك بعد أن بينت الإحصائيات أن مراكز الشرطة سجلت في العام الماضي 1220 حالة عقوق في منطقة مكة ومحافظاتها. أذكر أنه حتى وقت ليس بالبعيد كنا نقيم الدنيا ونقعدها إذا حدثت قضية عقوق، أما الآن فلم تعد القضية مجرد حادث فردي، بل أصبحت هناك أرقام وإحصائيات تظهر أن المشكلة تتفاقم وتنتشر إحصائيات عديدة وأرقام عجيبة وحوادث غريبة بدأت تشهدها بلادنا، وعلى الرغم من الجهود التي تبذل على كافة الأصعدة لوقف هذه المشكلة الدخيلة علينا إلا أن الأرقام تثبت أن المشكلة في تنامٍ، الغريب أني أكاد أن أجزم أنه لو تم تهديد أي موظف أنه سيضار في عمله- على الطريقة الصينية- لو لم يكن بارا بوالديه لبذل كل ما وسعه لنيل رضاهم حرصا على وظيفته، في حين أن البعض قد لا يلقي بالا لما يحثنا عليه ديننا من بر الوالدين، ولا ينتبه لتحذيرات النبي «صلى الله عليه وسلم» حينما يقول : (ثلاثة لا يدخلون الجنة) وذكر منهم (العاق لوالديه)، فأيهما أولى لكم الدنيا أم الآخرة؟، الوظيفة أم الجنة؟. وختاما، هناك حاجة ماسة لدراسة المشكلة بشكل وافٍ عبر مختلف الجوانب يتم فيها تحديد أسباب المشكلة وتقديم حلول عملية تتضمن طرق ومراحل العلاج، والأدوار المطلوبة من كل طرف، من الآباء والأبناء، من المرؤوسين والمدراء، من الخطباء والعلماء، من الصحفيين والإعلاميين، لوضع حد لهذه المشكلة.. وللحديث بقية. [email protected]