أكد القاضي بمحكمة القطيف فضيلة الشيخ مطرف البشر، أن قضايا العقوق محل اهتمام وعناية القضاة، لمحاولة حلها من جذورها "حتى ولو صدر حكم على العاق فإن القضاة حريصون على متابعة مثل هذه النوعية من القضايا". وقال ل "سبق": إنه في حال ثبوت العقوق فإن الأحكام تكون رادعة وزاجرة، وصدرت أحكام بالقتل تعزيراً ونُفذت لأن الابن قتل أباه وتنازل أولياء الدم، وقُتل تعزيراً، لشناعة وبشاعة الجريمة. وأضاف الشيخ البشر أن عموم قضايا العقوق التي تصل للمحاكم ليست كثيرة، بناء على إحصاءات وزارة العدل "فلا يزال في الناس الخير الكثير، وما نتمناه أن يكف العاقون عن عقوقهم ويعلموا أنه كما تدين تدان، ويخافوا ويتقوا الله في والديهم". وبيّن فضيلته أن حماية الآباء تكون بعدة أمور "من أهمها أن على الوالدين الحرص الشديد على القرب من أولادهم وتربيتهم تربية قائمة على الحب والمودة والرحمة، وكذلك على المدارس والمساجد والإعلام دور كبير في معالجة مثل هذه القضايا المهمة في ترابط وتراحم أفراد المجتمع، ما يكون سبباً في نشر فضيلة وثقافة بر الوالدين، وبذلك نساعد ونشارك في حماية الوالدين من العقوق".
وأشار إلى أنه "لا يخفى على كل مسلم عِظم حق الوالدين، وقد قرن الله حقه بحق الوالدين، قال تعالى: {واعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وعقوق الوالدين من عظمها عقوبتها تعجل في الدنيا, والوالدان باب من أبواب الجنة". وقال القاضي البشر: كنا إلى وقت قريب لا نسمع بأي عقوق للوالدين، ولكن في الفترة الأخيرة بدأنا نسمع بهذا العقوق والجحود من قبل بعض الأولاد ذكوراً وإناثاً, بل وصل الأمر إلى تسجيل حالات قتل، والعياذ بالله. مشدداً على أن الأمر خطير جداً في الدنيا والآخرة. وعن أسباب العقوق، قال إنها كثيرة "من أهمها وأبرزها ضعف الوازع الديني وضعف الخوف من الله في قلوب بعض الأولاد", بالإضافة إلى سبب "ربما يكون مشتركاً وطرفاً ثابتاً في أكثر القضايا، ألا وهو تعاطي وإدمان المخدرات التي جرت على البلاد والعباد شراً كثيراً، ومنها أيضاً ضعف التربية في بعض البيوت والحالة المادية لبعض الأسر، وغير ذلك من الأسباب".