لم تهنأ السيدة لطيفة مثل بقية الأمهات بفرحة شراء الأدوات المدرسية و هيبة أول يوم دراسي لطفلها إبراهيم والذي تم رفض تسجيله بالمدارس للعام الثاني على التوالي، وتحكي أم إبراهيم معاناتها لليوم وتقول: ابني مصاب بعيب خلقي منذ الولادة و هو احتباس السوائل فوق الدماغ مما أدى إلى إجراء عملية له بتركيب أنبوب داخل الجلد ينتهي بداخل البطن وذلك لتفريغ هذه السوائل وتخليص الرأس منها وهو ما يسمى « الاستسقاء الدماغي « ، وابني طبيعي ولله الحمد ونفسيته مستقرة ولا يعاني من أي مضاعفات أو آثار جانبية ولا اعتبر أنه لديه إعاقة ابدا فهو يمشي ويتكلم وقواه العقلية ممتازة وهو اجتاز جميع اختبارات المهارات في السنة الأولى التمهيدية بالروضة ، وهناك نماذج نعرفها في المدارس بنفس حالة ابني وربما يعانون من مشاكل. وفي هذا العام رفضته إحدى المدارس، ووافقت مدرسة أخرى شرط عدم تحملها أي مسؤولية نتيجة سقوطه في حال اللعب أو مزاحمة الأطفال لدى الخروج، ورغم تعهدنا برعايته من قبل أخيه الأكبر بنفس المدرسة وتعهد زوجي بالحضور لأخذه من الصف شخصيا حتى لا يتعرض لأي مضايقات أو سقوط، إلا أن الإدارة لم تعطينا الموافقة الأكيدة مما جعلنا في حيرة من أمرنا وكان أن اقترحوا علينا تسجيله في مدرسة خاصة. ووسط دموعها تقول: زوجي لا يعمل وليس لدي الإمكانيات المادية لتسجيله بمدارس خاصة وكان من الأولى أن يكون لابني المال الكافي لتسجيله العام الماضي و عدم الانتظار. وتضيف لطيفة: ابني يبلغ الآن الثامنة من العمر ولا أريد تكرار تجربة العام الماضي وسط استغرابه بعدم دخوله المدرسة إسوة بأقرانه ويشتد إحساسي بالعذاب حينما أقف عاجزة عن تأمين مستقبله، حيث إن ابني يطالبنا بإجابات عن عدم دخوله و لا نعرف ما مصيرنا، وابني ليس معاقا ذهنيا أو حركيا فلماذا يتم رفضه وكيف تتخلى المدارس عن واجباتها تجاه أبناء الوطن. وتستنجد أم إبراهيم بقولها أرشدوني أين أذهب بابني فلم تعد لدي الطاقة لرؤيته يحرم من حقه في التعلم و التمتع بالدراسة ولا تمنعوني من فرح أم بدخول ابنها المدرسة.