أرجع مثقفون عزوف الأدباء والمثقفين عن طلب عضوية الأندية الأدبية إلى عدة أسباب، أهمها ضعف ثقافة المجتمع بالانتخاب، وانطفاء شعلة الحماس لديهم. وعزا آخرون السبب إلى الضبابية لدى وزارة الثقافة والإعلام، التي أقرت لائحة الأندية الأدبية و بعض بنودها تحمل عدة أوجه، وعدم وضوح الرؤية لديها فيما يخص عملية دمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون من عدمه. جانب من عملية انتخاب أول مجلس إدارة في النادي الأدبي الثقافي بجدة عام 1402 فيما وصف المسؤول الإعلامي في النادي الأدبي الثقافي بجدة نبيل زارع العزوف بأنه أمر «غير مبرر». وعزا القاص ناصر الجاسم السبب إلى انطفاء شعلة الحماس لدى الأدباء والمثقفين، وقال إن الوضع الذي عاشه الأدباء والمثقفون طوال السنوات الخمس الماضية، منذ أن حُلت وزارة الثقافة والإعلام مجالس إدارات الأندية الأدبية وشكلت مجالس جديدة كانت في معظمها متوافقة مع رغبات الأدباء والمثقفين، ومنحهم فرصة ارتياد المنابر عبر الدعوات المتكررة للتعبير عن آرائهم في فعاليات الأندية الأدبية، أدى جميع ذلك إلى انطفاء شعلة حماسهم، فلم يعد لديهم ما يودون تحقيقه أو الحصول عليه، إضافة إلى أن الطامحين في المناصب الإدارية شريحة صغيرة من مجتمع الأدباء والمثقفين. الفئة الكبيرة من هذا المجتمع، المعتقد بأفكاره وآرائه وأحلامه، يميل إلى أن يعيش حياته في عزلة بعيداً عن الأضواء وعن أصحاب الكراسي وصدى الميكرفونات.وأوضح الجاسم أن «الفئة الكبيرة من هذا المجتمع، المعتقد بأفكاره وآرائه وأحلامه، يميل إلى أن يعيش حياته في عزلة بعيداً عن الأضواء وعن أصحاب الكراسي وصدى الميكرفونات». وقال القاص حسن البطران إن عزوف الأدباء والمثقفين عن طلب عضوية الأندية الأدبية يعود إلى عدة معطيات، «ربما أولها وزارة الثقافة والإعلام، فاللائحة الخاصة بالأندية الأدبية لم تكن ذات وضوح تام وشفاف للأديب والمثقف، وهنا أعني أن بعض البنود فيها يفهم بعدة احتمالات. وذكر أن ضبابية الرؤية لدى وزارة الثقافة والإعلام بشأن عملية دمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون من عدمه، يدفع إلى العزوف عن الإقبال على العضوية، «لأن معظم المثقفين والأدباء لا يميلون بل يرفضون الدمج». وأضاف البطران إلى ذلك ضعف ثقافة المجتمع بالانتخابات، مستشهداً بانتخابات المجالس البلدية، وقال إن «الهفوات التي وقعنا فيها في تجربة المجالس البلدية نتيجة قلة ثقافة المجتمع، ومنهم الأدباء والمثقفون، في فلسفة وثقافة الانتخابات، كوننا بيئة بكر في هذه الثقافة (الانتخابات)، والخوف من الشللية، كلها معطيات أدت إلى العزوف». وأوضح أن «وسطنا الأدبي بحاجة ماسة لتلك المعرفة والتعمق في المخرجات الإيجابية، التي ستعطي نتائج إيجابية، في حالة تخطينا وتجاوزنا تلك المعطيات». من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في النادي الأدبي الثقافي بجدة نبيل زارع إن السؤال ينبغي أن يوجه إلى الأدباء والمثقفين، فعزوفهم غير مبرر، «خاصة وأننا قمنا بالإعلان والتمديد لاستقبال طلبات العضوية أكثر من مرة.. وأن أبواب النادي مفتوحة للجميع، حسب الشروط الموضوعة من قبل وزارة الثقافة والإعلام». وأضاف: «العدد المتقدم قليل جدا لا يتجاوز «الخمسين»، وهذا الرقم لا يقارن بعدد المثقفين في جدة، خاصة أن المشهد الثقافي في الوطن عموما وجدة خصوصا يتطور وفي حالة من الحراك المتنوع».