تعودنا ألا نتعامل مع مشكلاتنا الاجتماعية بشفافية أكثر، وفضلنا بدلاً من ذلك، أن نشارك النعام، ثقافة دفن الرؤوس في الرمال، حتى لا نرى المشكلة من جميع جوانبها، واكتفينا برؤية الجانب الحسن منها، وتجاهل الجوانب السيئة، ولكن في داخلنا، يقفز شعور بأن هناك خطأً ما يُرتكب في حق أجيال قادمة، يتوهمون أن حلول مشكلاتهم على مقربة منهم، ولكن في حقيقة الأمر، هي بعيدة كل البعد، بل صعبة المنال، وأعني بذلك مشكلتي «البطالة» و»السكن». قبل أيام قليلة، صرح وزير العمل بأن برنامج «نطاقات» لن يكون الحل الوحيد لمشكلة البطالة بالمملكة، مع العلم أن هذا البرنامج، تناولته بعض وسائل الإعلام على أنه «الحل السحري» للمشكلة عند تطبيقه، مما جعل العاطلين يركنون للراحة بأن الوظائف باتت على بُعد شبر منهم، عندما تلعب ألوان النطاقات لعبتها في معاقبة كل شركة أو مؤسسة لا تلتزم بتوظيف المواطنين، ويذكرنا «نطاقات» بمشاريع صندوق تنمية الموارد البشرية للتأهيل والتدريب، التي تكلف الدولة ميزانيات ضخمة، ورغم ذلك لا تأتي بالنتائج المرجوة، وباتت شهادات التدريب والتأهيل، أشبه بديكور جميل، يزين ملفات الشباب الباحثين عن عمل هنا وهناك، دون التأكد من امتلاك أصحاب هذه الشهادات، للخبرات المدونة فيها. ليس الأمر في مشكلة «السكن» بأفضل حالاً عنه في مشكلة «البطالة» بعد أن قرر مجلس الشورى مناقشة منح راتب ثلاثة أشهر لموظفي الدولة للتغلب على تداعيات هذه الأزمة، وهو أمر جيد، ولكنه لن يخدم سوى 682 ألف موظف يعملون بالقطاع الحكومي.وليس الأمر في مشكلة «السكن» بأفضل حالاً عنه في مشكلة «البطالة» بعد أن قرر مجلس الشورى مناقشة منح راتب ثلاثة أشهر لموظفي الدولة للتغلب على تداعيات هذه الأزمة، وهو أمر جيد، ولكنه لن يخدم سوى 682 ألف موظف يعملون بالقطاع الحكومي، ويتجاهل 886 ألفاً يعملون بالقطاع الخاص، ويعانون المشكلة ذاتها، وأكثر من هذه الأعداد، لا تملك وظائف، سواء بالقطاع العام، أو القطاع الخاص، ولا تملك سكناً أيضاً. أكرر ما سبق أن ذكرته هنا قبل فترة، أن أزمتي «البطالة» و»السكن»، أكبر من أي مسكنات، أو حلول وقتية، فبرنامج «حافز» لن يضمن للعاطلين دخلاً ثابتاً مدى الحياة، ومنح بدل سكن لن ينعش آمال المواطنين كافة في تملك منازل، والأزمتان بحاجة إلى إستراتيجية عامة، تتضافر فيها جهود الدولة مع القطاع الخاص، وجميل جداً أن نستثمر مخصصات «صندوق الموارد البشرية»، وبدلات السكن الحكومية، وميزانيات «حافز» في هذه الاستراتيجية، التي علينا أن نبدأ بها اليوم قبل الغد. [email protected]