على نبرات الحزن وتحت سقف الفقر يقضي محمد يومه باحثاً عن ومضة أمل تنقله إلى حياة السعادة فقد أظلمت الدنيا في وجهه وأغلقت كل الأبواب أمامه ليبحر مع مأساته إلى شواطىء لا سواحل لها.. بدت ملامحه وتعابير وجهه يكسوها الحزن والأسى لا لشيء سوى لأنه شاب يحلم أن يقف على قدميه ويستمتع مع أسرته وأطفاله هنا وهناك.. محمد الذي تعرض لحادث مروري أفقده الوقوف على ساقه اليسرى أصبح غير قادر على ممارسة حياته بالشكل الطبيعي فلم يعد يمارس أي نشاط لعدم قدرته على الوقوف الا بعكازين يحملهما معه أينما ذهب يشاركه ألم الحادث ومصاعب الحياة. الشاب محمد صالح الغامدي متزوج تخلت عنه أيام الفرح والسعادة التي كان يعيشها مع زوجته وطفليهما قبل الحادث وذهبت بعيدا عنه تركته ليصارع الإعاقة وينتظر لعله يرى مولد فجر يوم جديد يحمل في طياته شفاءً عاجلا من رب العالمين وبمساعدة من أبناء هذا الوطن الكريم. يروي محمد تفاصيل معاناته القاسية قائلا: لقد تعرضت لحادث مروري شنيع في مدينة الدمام منذ خمس سنوات وبدأت معاناتي الحقيقية معه فبعد فترة من تنويمي بمستشفى الدمام المركزي تبين لي ومن واقع الفحوصات الطبية أن لدي كسر في عظم قصبة الساق من الدرجة الثالثة في العظم الطنبوبي الأيسر وتقطيع شديد للجلد والعضل في ساعة الإصابة بالإضافة الى إصابة في الشريان والعصب أصبحت بعدها غير قادر على السير ولا على الحركة ما جعل حالتي الصحية تتفاقم يومًا بعد يوم وخاصة بعد أن اجتمع بي اخصائي جراحة العظام واخبرني بكل تردد أن البتر من أسفل الركبة أصبح هو الحل الوحيد للتخلص من الألم الذي لم يعد يفارقني ليل نهار. ويضيف محمد: أنني رفضت هذه الفكرة المؤلمة والتي لم أستطع أن أصدقها للوهلة الأولى وذهبت للبحث عن مستشفى آخر لعلي أجد من يخفف عني هذه المحنة التي أمر بها. وبعد مراجعة مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام و إجراء الفحوصات الطبية المكثفة والأشعات المقطعية أكد لي الاستشاري في جراحة العظام د. نبيل الصفار أن علاجي يمكن أن يتحقق في إحدى الدول المتقدمة في مثل هذه الحالات وبالتحديد في المملكة المتحدة. ويتابع الغامدي: إنني الآن وبشكل يومي أستقل سيارة أجرة أو عن طريق أهل الخير من الجيران للذهاب إلى المستشفى التخصصي لتنظيف وتضميد الجروح والصديد الذي لا يتوقف عن النزف باستمرار. واضاف محمد: لقد تراكمت علي الأمور المادية بعد أن طردت من عملي بعد الحادث فالمبلغ الذي أتقاضاه من الضمان الاجتماعي لا يتجاوز 2075 ريالا وهو غير كاف للوفاء بمتطلبات حياتنا المعيشية وتوجه محمد إلى أهل الخير والإحسان من رجال وسيدات الأعمال بمساعدته على تجاوز ظروفه القاسية والوقوف بجانبه ومد يد العون له وبذل كل ما بوسعهم لعلاجه في الخارج وتحسين ظروفه المادية وأن يحتسبوا ذلك في موازين حسناتهم. البتر يهدد ساق الغامدي