للمهرجانات والفعاليات بكل أشكالها الثقافية والسياسية والسياحية دور كبير في دفع الحراك بكل قوة في الوطن، ولكل مهرجان نكهته الخاصة بتنوع الشخصيات والمثقفين من داخل الوطن وخارجه وهنا تكون اللوحة الجميلة في مزج كل الألوان واللغات واللهجات والاختلاف الفكري والثقافي وخاصة تلك الشخصيات التي أحدثت وتحدث بكتاباتها نقاشا يطول ويطول. ووجود أي شخص في المهرجان بكل تأكيد يعود عليه بفوائد خاصة وأن اللقاء المباشر لمن قرأت إنتاجهم المعرفي او شاهدتهم في القنوات وسمعت أفكارهم متفقا أو مختلفا معهم ، فعندما تراهم عن قرب تتضح لك الكثير من الأمور خاصة في الجانب المعرفي الإنساني وهو المهم في الشخصية مهما بلغت من العمر او العلم أو المعرفة. يتسللون إلى غرفهم ليرموا بأجسادهم وعقولهم المنهكة على السرير، يتغطون جيدا حتى لا تزعجهم كلمات الافتتاح أو أصوات الشعراء والنقاد في مناقشتهم لفعاليات المهرجان. في كل المهرجانات يكون «اللوبي» للفندق هو الحلبة التي يجتمع فيها الجميع متناثرين في أرجائها تعلو الأصوات وتتحرك الأيادي وتنطلق الكلمات، أَتفق، أَختلف، لا أعتقد، المشهد الثقافي، الكتاب والكاتب، ويتذكرون أصدقاءهم الذين رحلوا عن الحياة. ولكن من بين هذه التجمعات هناك فئة تختار مكاناً آخر غير «اللوبي» بحسب أنهم متميزون عن الآخرين فيختارون أحد طوابق الفندق، ونقاشهم أكثر نضوجا ووعيا بالإضافة إلى أنهم يعتقدون أنهم مطلوبون للإعلاميين والصحفيين والمصورين فهم قد شبعوا من كل ذلك . يتناقشون في عدة مواضيع من الرياضة والاقتصاد إلى الثقافة وعوامل التطوير في المشهد الثقافي ،وكيف يتصاعد الحِراك الثقافي، يتصاعد الدخان في المكان فيغطي على العقل، ويتبارى مع الكلمات والجُمل إبريق الشاي والعصير بأنواعه، وما أن تعلن النجوم رحيلها من السماء لتترك الفضاء للشمس يتسللون إلى غرفهم ليرموا بأجسادهم وعقولهم المنهكة على السرير، يتغطون جيدا حتى لا تزعجهم كلمات الافتتاح او أصوات الشعراء والنقاد في مناقشتهم لفعاليات المهرجان، ويصحون على تليفون من استعلامات الفندق ،ان الأيام انقضت فيستعدون للرحيل من حيث جاءوا من المطار للفندق والعكس. وهناك شخصيات أخرى منهم على سبيل المثال: د. فوزي خضر من مصر في سجله الثقافي أكثر من ستين كتابا ما بين دواوين الشعر والكتابة النقدية والتاريخية والاجتماعية، طلبت منه إحدى القنوات الفضائية أن تجري معه لقاء، ولكنه اعتذر بطريقة راقية لأنه جاء لحضور فعاليات المهرجان، وقال لهم: وإذا أردتم لقاءً فلا مانع بعد الفعاليات حتى وإن كان اللقاء مباشرا. تحياتي وحبي لسوق عكاظ