في الشهر الذي تلقت فيه الطالبة سعاد التهاني والتبريكات، بالنجاح والتفوق في الثانوية العامة، تلقت فيه عبارات المواساة، بعد أن لفظتها جامعة الدمام، رافضةً قبولها في أي من كلياتها، والسبب أن شروط القبول لا تنطبق عليها.سعاد ومن خلفها ولي أمرها، صرخا بأعلى صوتيهما، مؤكدين أن منهج القبول في هذه الجامعة، يتسم بالعشوائية، وباتباع معايير، تراعي أصحاب «الواسطة»، ولو لم تنطبق عليهم الشروط، وترفض في الوقت نفسه قبول من لا يملك «واسطة»، مطالبين بتطبيق نص تصريح وزير التعليم العالي بضرورة أن تستوعب الجامعات السعودية جميع الخريجين.. وزير التعليم وإذا كان التذمر أصاب أولياء أمور طلاب وطالبات تقدموا بأوراقهم للالتحاق بالجامعة، إلا أن هذا التذمر بلغ ذروته لدى أولياء أمور الطالبات بسبب عدم قبول بناتهم في الجامعة، متساءلين «أين وعود وزير التعليم العالي القاضية بقبول جميع الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية، ولماذا هذا التلاعب في إجراءات قبول بناتنا في الجامعات السعودية، وتحديداً جامعة الدمام، وكيف تقبل طالبات «الواسطة» بنسب أقل، فيما تُحرم طالبات النسب العالية من الالتحاق، ليس لسبب سوى أنهن لا يملكن واسطة، مما يجعلنا حريصين على وضع حد لهذا التلاعب». عميد القبول وذكر أحمد الغانمي، والد أمر الطالبة تهاني أنها «حصلت على 9 .89 بالمائة في شهادة الثانوية العامة»، مضيفاً «كما حصلت في اختبار التحصيل العلمي على 66 بالمائة، والقدرات 65 بالمائة، مما يؤهلها للقبول في الجامعة، ولو في أي تخصص، ولكن الجامعة حطمت هذا الحلم، ولم تقبل ابنتي في أي من كلياتها»، مضيفاً «تقدمت بطلب آخر لإلحاق ابنتي في الجامعة، إلى عميد القبول والتسجيل، الذي وعدني بالنظر إلى موضوعي، وقال أنه سيساعدني على منحها مقعد دراسي في الجامعة، وها أنا انتظر تحقيق الوعد، وقد راجعت الجامعة أكثر من مرة، ولكن لم ألق رداً على طلبي حتى هذه اللحظة». بيئة غريبة في السياق نفسه، قال ولي أمر الطالبة مقبول الحارثي: «أنا من سكان مدينة الدمام، ونسبة ابنتي 84 بالمائة، وهي حاصلة على اختبار القدرات بنسبة 64 بالمائة، والتحصيلي بنسبة 68بالمائة»، مضيفاً «رغم هذه النسبة المعقولة، إلا أن ابنتي لم تقبل في الجامعة، علما بأن جميع النسب والشروط متطابقة عليها، وتؤهلها للقبول في الجامعة، إلا أن الواسطة حرمتها من الحصول على مقعد بالجامعة، ويحرمها من استكمال المسيرة التعليمية لها»، مضيفاً «لا أدري ماذا أفعل، وهل تسافر ابنتي للدراسة في بلد آخر، وهل ستكون الجامعة راضية عندما تبتعد ابنتي عن أسرتها، وتعيش في بيئة غريبة عليها؟». الجامعات الأهلية وأوضح الحارثي «احترت مع جامعة الدمام وفي طريقتها الخاصة في قبول الطلاب فيها، فرغم أن عميد القبول والتسجيل وعدني بالنظر في وضع ابنتي، ولكنني لم أجد أي تجاوب من العميد، بل انه أرسلني إلى إحدى الجامعات الأهلية في الدمام، وأخبروني أن القبول في تلك الجامعة يحتاج مبلغا كبيراً»، متسائلا «هل عميد القبول يعقد شراكات استثمارية تعليمية لابتزاز بناتنا، وتحويلهن إلى جامعات أهلية، خاصة أنني اكتشفت أن الدراسة في تلك الجامعة، تزيد على 50000 ريال، وهل يعقل هذا؟»، مضيفا ان الدولة حرصت وشددت على قبول البنات في الجامعات السعودية بحسب قرار سام». إنشاء الجامعات وأبدى أبو آلاء الدوسري أسفه لعدم قبول ابنته في جامعة الدمام أو في أي جامعة أخرى، شريطة أن تكون قريبة من الدمام، ويقول : « الدولة تنفق المليارات من أجل إنشاء الجامعات، وكذلك زيادة المقاعد الدراسية، لقبول أكبر نسبة ومن الطلاب والطالبات، ومنع المحسوبية»، مضيفا «لقد أتعبتني الجامعة وأنا أتابع مع ابنتي إجراءات قبولها في كلية العلوم، ولم أجد أي تجاوب سواء، كان من العميد أو إدارة الجامعة، وعندما أبديت اعتراضي، طلبوا مني أن اكتب خطابا للجنة القبول والتسجيل، ومازلت انتظر رد اللجنة، إذ لم أجد أي تجاوب منها، مضيفا «آمل أن ينظر في وضع ابنتي، علما بان شروط القبول تنطبق عليها، ولكن تم تجاهلها». إدارة العلاقات العامة بالجامعة «خارج الخدمة» رفضت إدارة العلاقات العامة، في جامعة الدمام، التعليق على استفسارات طالبات الثانوية العامة، اللائي لم يحالفهن الحظ في القبول بكليات الجامعة، كما رفضت الكشف عن الأعداد المقبولة للعام الدراسي الحالي، عبر أسئلة طرحتها «اليوم» على الدكتور أحمد الكويتي مدير الإدارة، إلا أنه لم يتجاوب مع اتصالاتنا، بعد أن أغلق جواله أكثر من مرة، وحتى موعد نشر الموضوع. وتضمنت أسئلة «اليوم» المرسلة إلى إدارة العلاقات العامة، سؤالاً عن الآلية المتبعة في قبول الطالبات، وذلك في ظل التوسّع الذي تشهده الجامعة، واستيعاب أكبر قدر ممكن من الطالبات، بما يتواكب مع الدعم الكبير من الحكومة ووزارة التعليم العالي، وتضمّنت سؤالاً آخر عن هوية اللجان الخاصة بقبول الطالبات في حالة ما إذا ان لم يقبلوا وأعداد مقاعد الاحتياط للطالبات. وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري قد صرح في نهاية يوليو الماضي، بأنه سيتم قبول جميع الطلاب والطالبات السعوديين في جميع الجامعات المحلية، على هامش توقيعه خمسة عقود إنشائية لمشاريع جديدة في عدد من الجامعات السعودية تبلغ قيمتها الإجمالية 889,441,095 ريالاً.