ما من محب لهذا الوطن إلا وخالجه الفرح بفوز المعلمة السعودية نورة الذويخ بإحدى جوائز شركة مايكروسوفت للابتكار عن مجموعة «تقنيات المستخدم المتطورة» والتي أقيمت مؤخرا في المملكة الأردنية الهاشمية. وكلنا يعلم معنى تكريم جهة عملاقة على مستوى العالم لأحد ينتمي له، وأن يجد معه الرفعة والفخر والاعتزاز، كما ساهمت به نورة لتضيف انجازا لهذا الوطن وأبنائه. «نورة» هي نموذج من النماذج المشرفة بين معلمات ومعلمي وطننا الغالي، والذين لا ينتظرون تلك الجوائز لتبرز مواهبهم وقدراتهم، بل ننتظر نحن من وزارتهم أكثر من ذلك، الالتفات لهم وتكريمهم واحتضانهم. لعلي أعرف عددا من المدرسين القادرين على صنع الانجاز بشكل فعال، ويطبقون أرقى النظريات في مجال مهنتهم، ولكن لم نجد من وزارة التربية والتعليم الاهتمام بهم ودفعهم ووضعهم في مكانهم الطبيعي، والوقوف معهم ودعمهم بالمزيد حتى ينهضوا بغيرهم ويكونوا نموذجا حياً على دعم ورعاية الوزارة للمواهب، فاذا تساوى المبدع مع غيره، مات الابداع في الغالب، وتناسى عبر الأيام. ما نأمله هو رسالة عطرة لسمو وزير التربية والتعليم بدعم أكبر ومحفزات لمكتشفي المواهب من المعلمين والطلاب، والأخذ بيدهم والارتقاء بهم ما نأمله هو رسالة عطرة لسمو وزير التربية والتعليم بدعم أكبر ومحفزات لمكتشفي المواهب من المعلمين والطلاب، والأخذ بيدهم والارتقاء بهم. أحد المعلمين المبدعين والذي عهدته منكفئا على حب التعلم والتزود المستمر، فهو لا يدخر وقتا إلا بالتحاقه بدورات تختص بتطوير ذاته وعمله، وعلى حسابه الخاص، ولكنه يشتكي من أن الدورات المقدمة من الوزارة يدعى لها غيره، مع علمه بعدم حرص المدعو على تطوير ذاته. وهنا يتوجب على الوزارة منح تلك الفئة المهتمة بتطوير ذاتها المزيد من الدورات، لأنها محبة للتطوير، ويرجى منها في المستقبل، بدلا ممن لا يأبه بتطوير ذاته ولا يسعى لذلك. وليكن معيارا لتقييم المعلم في التطوير المستمر مثله مثل الطبيب. قد ينزعج الكثير من كلامي أعلاه ويَفرحُ القليل، ولكن الهدف منه الوصول للمصلحة العامة للجميع ليبدو التعليم منبرا خالصا من الابداع والتفوق والتطور والحرص على انتاج جيل يكون هو ثمرة العناية بالمواهب والموهوبين.