قبل أيام نشرت مقالا في إحدى الصحف الخليجية يصور حال منطقتنا الخليجية بما فيها أجزاء من بلادنا إبان الحكم العثماني وقبل قيام الدولة السعودية الحديثة فقد تمثل الإهمال والتخلف في سمة الحياة هنا رغم ازدهار مظاهرها في عاصمة الحكم العثماني وأقاليمها الرئيسية حيث القصور الفارهة والدعة ربما بفعل فكر العسكرة والاهتمام فقط بالعائد من مخرجات المستعمرات المنضوية تحت لواء ذلك الحكم الذي استمر قرونا وفي فترات متقطعة. فيذكر الأستاذ خالد البسام في كتابه المترجم « القوافل « والذي ينقل فيه إلى العربية يوميات المبشر زويمر في مدن المنطقة التي زارها ضمن فريق الإرسالية الأمريكية في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ومن خلال قصص أولئك المبشرين ظهر أن عدداً منهم كان على علم بطبيعة البلاد التي سيزورونها، حيث القبائل المتحاربة في ظلّ سلطنة عثمانية آخذة في التآكل، وتفشي الأميّة، وغياب الرعاية الصحية والتعليم ومجمل مقومات الحياة « انتهى « , ومن الصور التي رصدها المعايشون لتلك الفترة من الآباء والأجداد انعدام الأمن وتفشي الفوضى خاصة وأن المنطقة كانت معبرا للحجاج والمعتمرين من الشرق ودول الهند والصين وغيرها والذين ظلت أرواحهم وأموالهم عرضة للنهب والاستحواذ بل ظلت تلك الممارسات على مرأى ومسمع من القيادات العسكرية الحاكمة إبان ذلك العهد الأمر الذي دفع بالناس للمباركة بدخول الملك عبدالعزيز إلى مدنهم والمحاربة ضمن جيوشه رغبة في الخلاص من مظاهر الانفلات الأمني والتخلف الذي عانوا منه طويلا حيث لا يأمن المرء على نفسه وعرضه وماله.. وحفلت سجلات الأحداث بالذكريات الموجعة والقصص الغريبة التي تألم لها من عاصرها وظلت الأجيال تتناقلها بحنق . ومن الصور التي رصدها المعايشون لتلك الفترة من الآباء والأجداد انعدام الأمن وتفشي الفوضى خاصة وأن المنطقة كانت معبرا للحجاج والمعتمرين من الشرق ودول الهند والصين وغيرها والذين ظلت أرواحهم وأموالهم عرضة للنهب والاستحواذ بل ظلت تلك الممارسات على مرأى ومسمع من القيادات العسكرية الحاكمة إبان ذلك العهد الأمر الذي دفع بالناس للمباركة بدخول الملك عبدالعزيز إلى مدنهم والمحاربة ضمن جيوشه رغبة في الخلاص من مظاهر الانفلات الأمني والتخلف الذي عانوا منه طويلا حيث لا يأمن المرء على نفسه وعرضه وماله وتلك مرحلة وانتهت ولله الحمد وظلت أثرا في ذاكرة الناس هنا بعد أن نعموا بالأمن والاستقرار والرخاء في ظل هذا العهد الزاخر الذي تظلنا ذكرى تأسيسه الواحدة والثمانين في وحدة وطنية رائعة باتساعها وتجانس مكونها مابين الشمال والجنوب والشرق والغرب والحضر والبوادي ويبدو مكمن الروعة أيضا في طبيعة الحكم الذي قام على أسس العقيدة الإسلامية الصحيحة وتشريعاتها في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وفي بسط الأمن وإقرار العدل وبناء المؤسسات وتعميم التنمية ومجالاتها المختلفة لتشمل الحضر والبوادي إضافة إلى تعميم الرخاء وفتح سبله أمام الجميع بالعمل والتجارة والنهوض بمختلف المقدرات لاسيما رفع مكانة إنسان الوطن وتعزيز انتمائه وثقته بوطنه الذي ظل دوحة وارفة تفد إليها الشخوص من كل أرجاء العالم بحثا عن الرزق واعتزازا بمواقف البلاد تجاه الأمة والعالم أجمع حتى غدت بلادنا محور للقوة والمتانة وتجربة فريدة وثرية بشخصيتها العالمية ونهجها السليم ووصول خيرياتها إلى أصقاع العالم , غداً ذكرى اليوم الوطني وهنا ننبه إلى ضرورة حضور وعي المواطن والتفافه حول قيادته وفهم معنى الوطنية ومكوناتها المتوافرة من تحقيق لشرع الله وإعلاء كلمته وبسط للأمن والأمان وحفظ حقوق الناس وتعالي معدلات التنمية والحرص على مستوى كسب المواطن و استقرار معيشته , وكما ولدنا على هذه الأرض تحفنا بشارة الاستقرار والرخاء نود وبكل أطيافنا آن نبشر أجيالنا باستمرار هذا الوطن شامخا صلبا بإيمان أهله حكومة وشعبا وتراصهم ووحدتهم إمام كل فكر ضال ومستهدف جاهل , حفظ الله الوطن وأدام لنا عزه ويبقى اليوم الوطني يذكرنا بما قبله من أيام جهد وخوف ويحمل لنا أيضا أملا في رخاء دائم متجدد . [email protected]