اختلفت أجواء محافظة حفر الباطن فى المساء بعد انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس البلدي، واكتظت الشوارع والتقاطعات بصور المرشحين التي رافقتها عبارات الوعود بالرقي بالمحافظة التي لا تخلو من كونها عمليات تودد لجذب أكبر عدد من الناخبين يمكن أن يصل به المرشح لأحد كراسي المجلس البلدي، ومع ظهور مقار الترشيح التي تنوعت بين خيام ضخمة مؤقتة مجهزة بالتكييف والإضاءة إلى قاعات الأفراح والاستراحات التي فضلها بعض المرشحين لمواقعها المميزة وصعوبة الحصول على أرض فضاء يمكن أن تكون مستوفاة لشروط إقامة المخيم الانتخابي. ومع تنوع وسائل المرشحين لجذب الناخبين، لا يزال بعض المرشحين متمسكا بعبارة "أقرب طريق لصوت الناخب هو بطنه " وتفنن المرشحون في اقامة ولائم الأطعمة الضخمة لمواجهة الأعداد المتزايدة من الناخبين. كما تنوعت هذه الولائم بين وجبات تقليدية سببت اقبالا كبيرا على المطابخ والمطاعم لزيادة أعداد الذبائح في بعض المخيمات التي تزيد في بعض الليالي على 20 ذبيحة. وذكر أحد العاملين بالمطابخ فى حفر الباطن انه يواجه طلبا متزايدا من المقرات الانتخابية والكل يطلب منه مواجهة زيادة كمية الطعام الذي يطلبه المرشح، وبعيدا عن الوجبات التقليدية فضل بعض المرشحين أن يجذب الناخب بتوفير "البوفيه المفتوح " بأوانيه اللامعة التى توفر للناخبين " ما لذ وطاب " على أمل الحصول على أصواتهم في يوم الاقتراع. وبعيدا عن بطون الناخبين فضلت فئة قليلة من المرشحين الوصول للناخب عن طريق عقله بإقامة الندوات المسائية التي تركز على العمل البلدي وتستضيف متحدثين في كافة المجالات، وظهرت دعوات بعض المقرات الانتخابية تحمل جداول ندوات وما ستتم مناقشته خلالها بين الجمهور والمتحدثين وما سيرافقها من لقاء مفتوح بين المرشح والناخبين يقوم الاول بشرح برنامجه الانتخابي لكي يكون مقنعا لهم للحصول على أصواتهم، وأثناء تشتت فئات الناخبين بين المقرات الانتخابية لاتزال هناك فئة ليست قليلة لا تحمل أي تفاؤل تجاه العملية الانتخابية وكأن ما يدور هذه الأيام لا يعنيها من قريب أو بعيد مفضلين عدم الخوض في منح أي وعود لأي مرشح للحصول على أصواتهم مركزين على ضرورة أن يكون هناك إجراءات صارمة ورادعة لكافة المقار الانتخابية التي أصبحت تطغى على بعض الطرق والشوارع المجاورة لها سواء بالإضاءة المبهرة التي تسبب الحوادث أو الوقوف الخاطئ من ضيوف المرشح الذي يسبب إغلاق الطرق المحيطة بالمقر الانتخابي، مطالبين بأن يكون المرشح على قدر من المسئولية .. فكيف يطلب باختياره للمجلس البلدي وهو من الآن يسبب اشكاليات وإزعاجا للسكان؟