رغم نجاحه في إعادة شيء من البريق إلى التليفزيون الرسمي المصري خلال توليه موقع رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون واستعادة نسبة غير قليلة من الجمهور الذي كان قد انصرف عن مشاهدته وأدار المؤشر نحو الفضائيات الخاصة الوليدة، إلا أنه كان من أوائل المسئولين المصريين الذين تم اتهامهم بالتربح وإهدار المال العام بعد ثورة 25 يناير قبل أن تبرئه المحكمة من هذه التهم.. إنه المهندس والخبير الإعلامي أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري السابق في أول حوار له بعد الحصول على البراءة. •ما شعورك بعد البراءة؟ - شعور غريب وخليط بين الفرحة بإظهار براءتي وتبرئة ساحتي وإعادة الاعتبار لي ورد التهم الظالمة التي اتهموني وحبسوني بسببها ويعلم الله أنني برئ ولا ذنب لي في كل ما ووجهت به من اتهامات، وبين إحساسي بالظلم والصدمة في كثير ممن كنت أحسبهم أصدق الأصدقاء وتخلوا عني وقت المحنة. •وهل صحيح أنك ساهمت اثناء توليك منصب رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون في إهدار المال العام؟ - طبعا غير صحيح وهو ما ثبت لعدالة المحكمة التي أمرت ببراءتي، وبالعكس فقد نجحت منذ أن توليت مهام هذا المنصب في تحقيق أعلى عائد لصالح التلفزيون من الإعلانات ومسلسلات لبت طلبات المشاهدين، والانفرادات بالعقد الحصرى وأهمها حماية المسلسل المصرى من المسلسلات التركية المدبلجة، وأعدت للتليفزيون المصري قدرته على المنافسة بدليل تضاعف حجم الاعلانات بين البرامج والمسلسلات، وعودة المشاهد المصري والعربي مرة أخرى لمشاهدة التليفزيون الرسمي للدولة. •وهل صحيح أنك حاولت إدعاء المرض للهروب من فترة الحبس الاحتياطي؟ - حسبي الله ونعم الوكيل فيمن ظلمني وحاول أن يشوه صورتي، وهذا الكلام لا يدينني فقط ولكنه اتهام صريح لطبيب السجن الذي قام بتشخيص حالتي والله قادر على اثبات براءتي، ولو كنت أريد ذلك لما غادرت مستشفى وادى النيل، بعد أن جاءتني الفاتورة بمبلغ 4 آلاف جنيه، فرفضت الاستمرار بالمستشفى، وخرجت خوفا من إهدار المال العام. •لكنك كنت دائما محسوبا على الحزب الوطني الحاكم؟ -غير صحيح، وتاريخي المهني والسياسي يشهد لي، فأنا حاصل على بكالوريوس الهندسة بتقدير جيد جدا، وحصلت بعدها أيضا على بكالوريوس معهد السينما، ولم أنتمِ في حياتي لحزب سياسي، بل ولم أعطِ صوتي للرئيس السابق حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر عام 2005، وحين حاول وزير الاعلام السابق أنس الفقي إقناعي بالانضمام للحزب الوطني وترشيح نفسي نائبًا عنه في الانتخابات البرلمانية السابقة رفضت ايضا بشدة، وأنا أول من نشر كلمة توريث على شاشات الفضائيات من خلال قناة دريم، عندما كنت أعمل بها وأذعت محاضرة للكاتب محمد حسنين هيكل بالجامعة الأمريكية 3 مرات متتالية، وتم تهديده، واضطر للسفر للخارج. •ولماذا لم تسجل اعتراضك على سياسة التليفزيون أثناء الثورة والتي اتهمها البعض بالكذب والتضليل؟ - لقد تقدمت باستقالتي بالفعل من رئاسة اتحاد الاذاعة والتليفزيون فى 2 فبراير الماضى، أي قبل إعلان تنحي الرئيس السابق حسني مبارك بأكثر من أسبوع كامل، اعتراضا مني على سياسة وزير الإعلام السابق أنس الفقى في تعامله مع أخبار الثورة وتداعيات الحدث والإدعاء ان الثوار ليسوا سوى مجموعة من المرتزقة والبلطجية، كما كان لي تحفظات كثيرة على طريقة إدارة التلفزيون، ومواقفي هذه لم تكن مفاجاة لأنني أنتجت أول برنامج لانتقاد الحكومة عام 2009، وتم منعه من العرض. •لكنهم يقولون إن اتحاد الاذاعة والتليفزيون حقق خسائر غير مسبوقة في عهدك؟ غير صحيح ايضا، والوثائق والمستندات والأرقام تثبت أنني أعدت للتليفزيون المصري بريقه وجمهوره، فقد ورثت تركة مثقلة بالديون والخسائر، ونجحت بفضل الله فى عام 2010 في الحصول على أعلى نسبة للمشاهدة، بالإضافة إلى انفرادنا -التليفزيون الحكومي- بالعرض الحصرى لعدد من أهم المسلسلات لكبار النجوم والنجمات، كما نجحت في دعم مكتبات الاتحاد وزيادة التسويق.. وفى عام 2009 وصلت نسبة الإعلانات إلى 370 ساعة، وفى 2010 إلى 709 ساعات، وأدى ذلك إلى توفير دخل كبير للاتحاد بلغ 13 مليون جنيه، وفى 2010 بلغ الربح 27 مليون جنيه.