أثارت قضية «إقالة استقالة» مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالاحساء سامي الجمعان لدى المسرحيين والكثير من أعضاء الجمعيات بمختلف توجهاتهم. مسألة الانتخابات أسوا بالأندية الأدبية، حتى يكون اختيار المديرين وأعضاء الإدارة من قبل أعضاء الجمعيات، بالإضافة إلى حصول الفروع على الاستقلالية في أخذ القرارات دون الرجوع إلى الفرع الرئيس، وكذلك اختصار الوقت والروتين والتقليدية في أخذ القرارات سواء المالية أو الفعاليات، وأيضا حتى لا يكون مديرو الفروع ضحية لمزاج مسئول في قضية الإقالة والتعيين، فيما يرى بعض المسرحيين انه لابد أن يكون منصب مدير الفرع لأحد أبناء الجمعية سواء مسرحيا أو مصورا أو تشكيليا. هناك مجموعة تقود جمعيات الثقافة والفنون من خارج الجمعية، وإذا كان البعض يتحدث عن مسألة التجديد وضخ الدماء الجديدة فعليهم ان يكونوا قدوة للآخرين نزاهة خالصة المخرج المسرحي محمد الجفري يؤيد مسألة الانتخابات لكن بشرط ان تكون نزيهة وبعيدة عن التكتلات بكل صوره وأشكاله، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة الحقيقية للشباب المسرحيين من ممثلين ومخرجين ومؤلفين والواقع كما يقول بحاجة للمواهب الشابة المبدعة والمتميزة، فهي تعتبر المغذية للحراك المسرحي، خاصة ونحن في عالم يتطور بشكل مذهل. ويتابع الجفري بقوله : ويشترط في الشخصيات التي تدخل في الانتخابات ان تكون متمرسة ومن داخل الجمعية أي أبناء الجمعية ويمتلكون شهادة متخصصة وهذا يمكن ان ينطبق على جماعة التصوير والموسيقى والفن التشكيلي، والملاحظ في الفترة الأخيرة ان هناك مجموعة تقود جمعيات الثقافة والفنون من خارج الجمعية، وإذا كان البعض يتحدث عن مسألة التجديد وضخ الدماء الجديدة فعليهم ان يكونوا قدوة للآخرين ويبدؤون من أنفسهم، وتبرير التجديد لا يأتي على فروع نشاط وحيوية وتقدم التميز على مستوى النوعية والكمية. إدارة منتخبة الممثل سامي الزهراني قال : لابد أن يفعل دور فروع جمعيات الثقافة والفنون وان تحصل الفروع على الاستقلالية عن الفرع الرئيس في الرياض ويكون جميع الجمعيات تابعا للشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وان تكون الإدارة منتخبة من قبل جميع أعضاء الجمعية والمنتسبين إليها من مصورين وتشكيليين ومسرحيين وفنيين. ويضيف الزهراني قوله : الانتخابات حاجة ضرورية لكن بعد ان تحصل الجمعيات على الاستقلالية في كل الأمور سواء الإدارية أو المالية وفي وجودها ككيان مستقل وأخذ القرارات التي تخصها، وأتمنى من المسئولين أن يسارعوا في مسألة الدمج حتى لا يقود الجمعية من هو أديب في حين لا يسمح للمسرحي والتشكيلي بأن يقود ناديا أدبيا، وما حدث في فرع الاحساء للثقافة والفنون والاستقالة الجماعية يسرع مسألة دراسة الانتخابات في الفروع ووضع الآليات واللوائح لنجاح التجربة الانتخابية. تدوير الكوادر يقول المسرحي فهد الحوشاني: أعتقد ان مسألة الانتخابات مسألة ايجابية خاصة لتدوير الكوادر المسرحية وخوضه التجربة الإدارية، ورغم السلبيات التي سمعنا عنها في انتخابات الأندية الأدبية الا انه تحدث الايجابيات وإعطاء المسرحي الذي يأتي عبر الانتخاب في طرح أفكاره ورؤيته التطويرية، والانتخابات تحل كل الإشكاليات وتحقق العدالة تجاه الجميع. دراسة عميقة المسرحي فهد ردة الحارثي يؤكد أنه مع الانتخابات لكن تحتاج الى دراسة عميقة ووضع أسس ولوائح حتى تعم الفائدة خاصة أن الجمعية بطول تاريخها دون لوائح وهي ترجع للمركز الرئيس في أي قرار سواء كان ماديا أو مشاركة. فالانتخابات تعطي الفروع الاستقلالية وتسارع في انجاز الكثير من الأفكار والمشاريع بدلا من التقليدية والروتين. ويتابع الحارثي بقوله : ومهما كانت السلبيات في الانتخابات هي طريقة حضارية لتمكين الجميع من الاختيار وانتخاب من يمثلهم والانتخابات بطبيعة الحال أفضل من التعيين والعزل وهي مرتبطة للأسف الشديد بالمزاج عند البعض. أمل نتمناه فيما يرى المسرحي والمخرج بجامعة جازان سالم باحميش أن جمعية الثقافة والفنون ليست مصطلحا عبثيا أو لهوا فارغاً، إذ أن دورها يمثل ركنا أساسا في إعادة روح المواطنة وتفعيل قيم الوطنية والإنسانية بمفردات وجودها الصميم. لقد انبثقت أنشطة شعبية اجتماعية وسياسية كبيرة من بين جدران هذه الجمعيات، لكنَّ كل ذلك لم يأتِ من فراغ، بل بتضحيات نجمت عن ظروف التهميش والإهمال التي عاشتها تلك الجمعيات وبالتأكيد لابد من تفعيل خطوة الانتخابات في هذه الجمعيات واختيار روابط تخصصية لمن يتربعون على مجلس إداراتها ولابد اليوم من تأكيد وجود جهة مسئولة تماما عن عمل الانتخابات من نمط الجمعيات الثقافية والفنية والأندية الأدبية المماثلة وإقامة الاحتفاليات احتفاء وعناية بروادنا ومجددينا والبحث عن كل السبل التي يمكننا عبرها أن نغذي مسيرة جديدة وجدية فاعلة لتبقى أضواء صالات العرض مشتعلة كواكب وشموس منيرة مضيئة في حياتنا .. حلم نتمنى أن يتحقق.