في خطوة تحسب لأدبي الشرقية ولرئيسه الناقد محمد بودي جاء انعقاد ملتقى الكتاب السعوديين الأول. لن أبالغ إذا قلت : إنه رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو وإن يكن ملتقى كما قد قيل إلا أن استعداداته وتنظيمه وإدارته كانت بحجم مؤتمر دولي، كما بدا من الهالة الإعلامية التي واكبت الحدث، عبر قنوات بحجم : «العربية» و»mbc» وكذا «الثقافية» التي نقلت فعالياته حية على الهواء مباشرة، إضافة إلى التواجد الكثيف للصحافة السعودية، خاصة جريدة «اليوم» التي تجلى اهتمامها في تغطية موسعة لافتة! رغم نفي إدارة النادي أي تجاهل أو تغييب إلا أن البعض ظل متشبثا بسوء ظنونه، وبعقدة النقص المفتعلة نحو كل ما يمس المرأة، متجاهلا كون المرأة السعودية قد تجاوزت هذه المرحلة، بإثبات وجودها وجدارتها في كل المجالات التي شاركت فيها مضمون الملتقى كان متمحورا حول ورقتين : «الكاتب والتنمية الثقافية» و»الكاتب والمسؤولية الثقافية» وحولهما دار النقاش بجدية لا تنقصها الصراحة، ولا النقد الذاتي للكتاب ومن يحسب عليهم، حتى إن محمد عابس حذر في مداخلته من تسلل بعض المتطفلين على الكتابة ممن اتخذوها سبيلا للوجاهة ليس إلا، كل من تحدث أثرى الحوار على نحو ما، تفاعل الكتاب مع فكرة الملتقى جعلهم يقترحون المزيد من الأفكار لتطويره، بعد أن أعلن رئيس أدبي الشرقية عن استمرار عقده في السنوات المقبلة بإذن الله. الملتقى لم يكن احتفالا لتعزيز العلاقات العامة بين الكتاب، بل كان فرصة للحوار، والنهوض بالوعي، واستشعار مسئولية الكلمة، وتحمل الكتاب مسؤولياتهم نحو قرائهم والوطن والمجتمع وقضاياه، إلى جانب التذكير بحقوق الكتاب وشجونهم وتطلعهم لواقع أفضل وغد أجمل، بالإضافة إلى تجديد الود بين من شغلتهم المناكفات وظنت بهم الظنون، فإذا البشاشة والمعانقة تغسلان وتؤكدان أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية! بقي غياب المرأة الذي شغل بال الكثيرين، وشخصيا سئلت عنه عدة مرات من إذاعة الرياض، والقناة الثقافية، ومن بعض الصحفيين: لماذا غيبت المرأة ؟ أين الكاتبات السعوديات؟ لماذا تم تجاهلهن... ؟! ورغم نفي إدارة النادي أي تجاهل أو تغييب إلا أن البعض ظل متشبثا بسوء ظنونه، وبعقدة النقص المفتعلة نحو كل ما يمس المرأة، متجاهلا كون المرأة السعودية قد تجاوزت هذه المرحلة، بإثبات وجودها وجدارتها في كل المجالات التي شاركت فيها، حتى باتت تضيف بقدر ما يضيف لها كل عمل أسهمت فيه، نجاح التجربة الأولى يغري بالمزيد من التطوير والإبداع إلى أن نبلغ الطموح في السنوات المقبلة، وقد تحققت توصيات الملتقى الستة عشر، وكل عام وكتابنا ونادينا بعطاء وفاعلية.