أكد نشطاء سوريون الأربعاء أن قوات الأمن السورية هاجمت الليلة قبل الماضية مجلس عزاء الناشط غياث مطر في بلدة داريا بريف دمشق بعد مغادرة أربعة سفراء أجانب كانوا قد قدموا إلى المجلس لتقديم العزاء. وأوضح النشطاء أن قوات الأمن قامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعزين. والسفراء الأربعة هم سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان. ولقي مطر /26 عاما/ حتفه بسبب التعذيب خلال اعتقاله. وكان تم اعتقال مطر في الخامس من سبتمبر، وأكدت مصادر مقربة من الأسرة أن جثته حملت آثارا للتعذيب. إلى ذلك، ذكر نشطاء أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح صباح الاربعاء في حمص عندما قامت قوات من الشرطة والجيش بإطلاق النار والقذائف على منازل المواطنين في تلدهب، ما أسفر أيضا عن تضرر عدد من المنازل بشكل كبير. وأضافوا أن قوات من الأمن مدعومة بالجيش ومدرعاته ودباباته وآلياته قامت بضرب طوق امني حول حي باب السباع في حمص أيضا وشنت حملة اعتقالات طالت كثيرين. من جانبها، ذكرت قناة الجزيرة أن 28 مدنيا قتلوا وجرح آخرون برصاص قوات الأمن السوري في عدة مناطق من البلاد يوم الثلاثاء أغلبهم في ريف حماة. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل 2143 مدنيا و553 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف مارس الماضي. كان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في ختام اجتماعهم القيادة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل كما أرجأوا إرسال وفد إلى دمشق لحين الاستجابة لهذه الدعوة عقوبات اضافية مشددة وفي بروكسل أفاد دبلوماسيون وكالة فرانس برس ان الاتحاد الاوروبي يتجه الى تبني رزمة عقوبات اضافية مشددة على سوريا قد تلحظ، اضافة الى حظر الاستثمارات النفطية، منع طبع اموال لحساب البنك المركزي السوري. وقال احد هؤلاء الدبلوماسيين لفرانس برس ان خبراء الدول الاوروبية ال27 المجتمعين في بروكسل توصلوا الى «اتفاق سياسي حول حظر اي استثمارات جديدة في القطاع النفطي في سوريا، لكن المشاورات متواصلة لتوسيع هذه الرزمة بهدف تبنيها في بداية الاسبوع المقبل». وأوضح دبلوماسي اخر ان حظر الاستثمارات الجديدة سيستهدف ايضا الشركات السورية الناشطة في الخارج وسيقضي بمنع جميع القروض عن القطاع النفطي السوري وشراء الاسهم فيه. وتم الاتفاق ايضا على اضافة خمس شركات جديدة الى قائمة الشركات التي شملها تجميد الارصدة في دول الاتحاد الاوروبي، وثمة مشاورات لاضافة اسماء شركات واشخاص اخرين. وتحدث دبلوماسيون عن ملامح تفاهم على نقطة اخرى: منع تسليم اموال نقدية مطبوعة في اوروبا لحساب البنك المركزي السوري، وفق مصادر دبلوماسية. ورغم عدم تبني هذه النقطة حتى الان الا ان «اي طرف لم يعارضها» وفق الدبلوماسيين. وتقوم شركات نمسوية والمانية وبلجيكية حاليا بطبع اموال نقدية لحساب البنك المركزي السوري. وأضافت المصادر نفسها ان مجموعة هذه الاجراءات قد تدخل حيز التنفيذ مع بداية الاسبوع المقبل. وقرار حظر الاستثمارات لن يشمل سوى تلك الجديدة وقد لا يطاول الاستثمارات القديمة. وتعتبر توتال الفرنسية احدى اكبر الشركات الاجنبية في سوريا اضافة الى شل البريطانية الهولندية وسي ان بي سي الصينية. وهذه العقوبات في حال تبنيها ستكون الرزمة السابعة من العقوبات بحق دمشق، فضلا عن حظر اوروبي على الواردات السورية. دمشق تتحفظ على بيان الجامعة العربية وتصفه بالعدائي ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الأربعاء أن سوريا تحفظت على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته العادية رقم 136 في دولة المقر أمس الاول واعتبرت البيان «عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سوريا». ووفقا لسانا فإن سوريا ولبنان أعلنتا تحفظهما على البيان الذي صدر عن المجلس بخصوص الوضع في سوريا حيث أعلن السفير يوسف أحمد رفض سوريا للبيان جملة وتفصيلا واعتبره عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سوريا ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية. وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في ختام اجتماعهم القيادة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل كما أرجأوا إرسال وفد إلى دمشق لحين الاستجابة لهذه الدعوة. وحث الوزراء القيادة السورية على وقف أعمال العنف بكافة أشكاله وإزالة أي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى إقراره من إصلاحات.