ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) امس أن سورية تحفظت على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته العادية رقم 136 في دولة المقر واعتبرت البيان "عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية". ووفقا لسانا فإن سورية ولبنان أعلنتا تحفظهما على البيان الذي صدر عن المجلس بخصوص الوضع في سورية حيث أعلن السفير يوسف أحمد رفض سورية للبيان جملة وتفصيلا واعتبره عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية. وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في ختام اجتماعهم القيادة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل كما أرجأوا إرسال وفد إلى دمشق لحين الاستجابة لهذه الدعوة. وحث الوزراء القيادة السورية على وقف أعمال العنف بكافة أشكاله وإزالة أي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى إقراره من إصلاحات. وعلى صعيد الأوضاع على الأرض ، قال المعارض السوري عمر إدلبي أنه تم قطع خطوط الهاتف امس في بلدتي جبل الزاوية وكفر نبل بمحافظة إدلب القريبة من الحدود مع تركيا بالتزامن مع قيام قوات الأمن بعمليات تمشيط للمنازل. وأوضح أن أصوات انفجارات سمعت بعد دخول قوات الأمن إلى المنطقة. ولم يتسن لإدلبي، المقيم في لبنان، توضيح سبب أصوات الانفجارات أو ما إذا كان هناك ضحايا. وأضاف إدلبي، وهو متحدث باسم لجان التنسيق المحلية، أن قوات الأمن السورية داهمت أيضا مخيما للاجئين في بلدة خربة الجوز القريبة من الحدود مع تركيا وألقت القبض على العشرات وحرقت مركباتهم. وفي الوقت نفسه أوضح رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر الهاتف من لندن أن ثلاثة من مؤيدي النظام قتلوا امس في منطقة "البرج" بمحافظة حماة بشمال شرقي سورية. وأضاف أنه بعد مقتل الرجال الثلاثة على أيدي مجهولين دخلت قوات الأمن إلى المنطقة ونفذت عمليات بحث واسعة وألقت القبض على عدد من الأشخاص. وأكد نشطاء أن قوات الأمن السورية هاجمت الليلة قبل الماضية مجلس عزاء الناشط غياث مطر في بلدة داريا بريف دمشق بعد مغادرة أربعة سفراء أجانب كانوا قد قدموا إلى المجلس لتقديم العزاء. وأوضح النشطاء أن قوات الأمن قامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعزين. والسفراء الأربعة هم سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان. ولقي مطر (26 عاما) حتفه بسبب التعذيب خلال اعتقاله. وكان تم اعتقال مطر في الخامس من أيلول/سبتمبر ، وأكدت مصادر مقربة من الأسرة أن جثته حملت آثارا للتعذيب. إلى ذلك ، ذكر نشطاء أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح صباح امس في حمص عندما قامت قوات من الشرطة والجيش بإطلاق النار والقذائف على منازل المواطنين في تل دهب ، ما أسفر أيضا عن تضرر عدد من المنازل بشكل كبير. وأضافوا أن قوات من الأمن مدعومة بالجيش ومدرعاته ودباباته وآلياته قامت بضرب طوق امني حول حي باب السباع في حمص أيضا وشنت حملة اعتقالات طالت كثيرين. من جانبها، ذكرت قناة الجزيرة أن 28 مدنيا قتلوا وجرح آخرون برصاص قوات الأمن السوري في عدة مناطق من البلاد الثلاثاء أغلبهم في ريف حماة. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل 2143 مدنيا و553 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف آذار/مارس الماضي. ودعا النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات حاشدة اليوم تحت عنوان "خميس تجديد العهد" بمناسبة مرور ستة أشهر على بداية الاحتجاجات.