ارتفعت نسبة التفاؤل لدي بعد صدور الأمر الملكي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. أعزه الله ومتّعه بالصحة والعافية، بتعيين معالي الدكتور فيصل بن حمد الصقير رئيساً لهيئة الطيران المدني، وتفاؤلي يأتي بأن الأمر الملكي لا يصدر إلا بعد توافر حيثيات موضوعية ترجّح الثقة الملكية فيمن يتم اختياره، وقد عُرف عن معالي الدكتور فيصل إخلاصه الوطني وأتوقع أنه زار الأحساء، والتقى بالمسئولين في غرفة تجارتها وربما تفهّم الحاجة الملحّة لمنطقة الأحساء الى مطار إقليمي إذا لم يكن دولياً، وذلك بتطوير مطارها الحالي المحلي البائس الذي رزح لعقود عديدة تحت وطأة اللا مبالاة من قبل من سبقه، ولعل سبب ذلك يعود الى أمور في نفس يعقوب وأقربها الجهل بخارطة منطقة الأحساء الممتدة من مدينة أبقيق شمالاً الى سلطنة عمان واليمن جنوباً ومن الخليج العربي ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان شرقاً الى نجد واليمامة واليمن غرباً، متاخمة لثلاث دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وتضم منطقة الأحساء مدناً عديدة وعشرات البلدات والقرى والهجر التي تتوسّع وتتطوّر بشكل مستمر نتيجة للنمو السكاني المتزايد فضلاً عن الاهتمام من قبل الدولة بتنميتها. لا سيما وقد حظيت منطقة الأحساء باهتمام خادم الحرمين الشريفين بتطوير بلديتها الى أمانة، كما أن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز آل سعود وزير الشئون البلدية والقروية أدرك حاجة المنطقة الى مشروعات تنموية تم تنفيذ البعض منها مما نقلها من رصيف التنمية الى عربتها، واستجاب الشباب العاملون في أمانتها للتوجّه الجديد وهم رجال مؤهلون علماً وخبرة وإخلاصاً وفي مقدّمتهم المهندس فهد بن محمد الجبير ومعاونوه الأفاضل وأصبح الأهالي يلهجون بالذكر الجميل للأمانة ومعالي أمينها على إخلاصهم وأعمالهم التي جسّدتها المشروعات المنفذة، وإن كانت الأحياء القديمة في مدينة الهفوف ومدينة المبرز لا تزال تنتظر جهود الأمانة لتحويلها من حالة البؤس المؤلمة الى مرافق حضارية كالحدائق والشوارع والميادين والمراكز التجارية والسياحية. وبقي مطار الأحساء ثاوياً على حاله، وبقي أهالي الأحساء يكابدون السفر الى مطار الملك فهد بالدمام ويتعرّضون الى حوادث الطرق غدواً ورواحاً، كما أن القادمين من دول الجوار الذين يؤمون الأحساء للسياحة أو مروراً بها للذهاب للحج والعمرة، ويرغبون في الوصول اليها جواً يعانون الكثير، ويعلق الناس على هيئة الطيران المدني في عهدها الجديد آمالاً كبيرة في تطوير مطار الأحساء المحلي الى مطار إقليمي ليكون قادراً على استقبال الطائرات من دول الخليج وغيرها من الدول. وسيلعب هذا المطار إذا تم تطويره إقليميا دوراً حيوياً في تعزيز النهضة السياحية للمنطقة والمملكة ويدفع بمسيرة التنمية المستدامة ويجعل حركة الانتقال جواً أمراً ميسوراً لأبناء الأحساء والقادمين اليها من داخل البلاد وخارجها، ولدي أمل كبير بأن معالي رئيس هيئة الطيران المدني الأستاذ الدكتور فيصل بن حمد الصقير يدرك بفكره النيّر وبُعد نظره المردود الاقتصادي والاجتماعي والسياحي لمطار الأحساء الإقليمي على مستوى المملكة العربية السعودية، سواء حاضراً أو مستقبلاً؛ لأنه يعتبر من أهم عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفَّقه الله . [email protected]