في كل مرة أعاني فيها من شوارعنا التي لا تنتهي معاناتنا مهما قلنا وكتبنا، أتأمل هذه المأساة كل يوم صباحاً ومساء، المشكلة تماماً ليست في التحويلات أبداً؛ لأن الشوارع الجديدة من المستحيل أن تكون جاهزة بين عشية وضحاها، فإن أردنا شوارع جديدة رحبة مريحة لا تسبب الازدحام فعلينا تحمّل معاناة التحويلات مؤقتاً.. ومؤقتاً هنا من المفروض والمنطقي والبديهي ألا تزيد على نيف من الأشهر وليس لمدة لا نعلم متى تنتهي كبعض المشاريع التي تجاوزت أكثر من سنتين! هذا إن سلمنا من الصيانات المتكررة غير المفيدة. معاناتي هذه المرة مع الشوارع الجاهزة والتي أنشئت منذ فترة ليست طويلة أو تمت صيانتها من وقت قريب ومع كل ذلك ما زلنا نعاني منها معاناة شديدة ولا تستفيد من تلك المعاناة إلا محلات إطارات السيارات والورش، حيث إن السيارة وإطاراتها في هذا الوضع تحتاج إلى الكثير من الصيانة.. فمصائب قوم عند قوم فوائد.. للأٍسف أنا أتكلم عن شوارع ليست في عقلة الصقور أو أم الجماجم أو الخرخير التي أصبحت شوارعها أحسن من بعض المدن الرئيسية، الله يكثر خير أرامكو، بل أتحدث عن طرق رئيسية في الدمام والخبر بالذات باستثناء بعض مناطق الظهران النموذجية.. الله يكثر خير أرامكو، بعض تلك الشوارع يجب أن تفتح عينيك بكل اتساع لكي تتفادى الكم الهائل من المطبات وأحياناً تنحرف يميناً ويساراً بشدة لتفادي المطبات المتتابعة والمتتالية وكأنك في حلبة لسباقات الفورميولا 1، ثم بعد هذه الانحرافات الشديدة وكأنك ستجد أناساً يصفقون لك على هذه الحركة البهلوانية الرائعة وعلى هذا الانجاز. يجب أن تفتح عينيك بكل اتساع لكي تتفادى الكمّ الهائل من المطبات وأحياناً تنحرف يميناً ويساراً بشدة لتفادي المطبات المتتابعة والمتتالية وكأنك في حلبة لسباقات الفورميولا 1، ثم بعد هذه الانحرافات الشديدة وكأنك ستجد أناساً يصفقون لك على هذه الحركة البهلوانية الرائعة وعلى هذا الإنجاز.في أحد الشوارع قررت أن أسير بسرعة منخفضة وأقوم بعَدّ المطبات في ذلك الشارع فوجدتها ما يقارب 33 مطباً!!! ما بين متوسطة وقوية وخفيفة التأثير، كثيرون يعزون أسباب هذه الظاهرة إلى تتابع المشاريع المختلفة، فحين يتم انشاء الشارع تأتي حفريات الكهرباء وبعد أن تنتهي وتعمل الصيانة وتعيده كما كان تأتي حفريات الاتصالات ثم بعد ذلك حفريات المجاري حتى يصبح الشارع مرقعاً وهذا سوء تنسيق واضح ونحن وسياراتنا وجيوبنا من يدفع دراهم الثمن والمعاناة. حكايتي مع الرقم 33 لم تنتهِ هنا.. فمع مطلع هذا الأسبوع كنت متوجّهاً للمطار وكانت هناك تحويلة كبيرة في الطريق لمشروع نفق وقبل أن أصل إليها كانت هناك لوحة كبيرة كُتب عليها اسم المشروع ومقاوله وما لفت نظري هو عدد الأيام المتبقية للانتهاء من المشروع وهي أيضاً 33 يوماً !!! فاستغربت من تلك الصدفة التي ربطت نفس الرقم بمعاناتين متماثلتين. الجدير بالذكر أن ذلك المشروع كان يحتوي على معدات كثيرة وثقيلة وكميات هائلة من المواد وعدد كبير من حواجز التحويلات يستحيل أن تزال ويتم افتتاح المشروع ويصبح جاهزاً للاستخدام خلال 33 يوماً حتى قال الذي كان بجانبي: ما أسهل أن يضعوا أي رقم بجانب 33 حتى تطول المدة، الله المستعان.. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة، في أمان الله. [email protected]