جاء دور الفنان عبدالله السدحان في مسلسل "طالع نازل" الذي يقوم ببطولته بعيدا عن رفيق دربه الفنان ناصر القصبي الذي لازمه أكثر من 19 عاما في مسلسل "طاش ما طاش" أقل بكثير من تاريخ السدحان الفني. حقيقة لم يتفاجأ المشاهد بهذا المستوى الذي طلع به السدحان في "طالع نازل"، وخاصة أنه نفسه قرن نجاحه ب"طاش"، وتوقع ألا ينجح في أي عمل آخر غيره في برنامج "واجهة الصحافة" الذي جمعه بالفنان القصبي. في هذا البرنامج كان القصبي يصر على أن مسلسل "طاش ما طاش" لا بد أن يتوقف؛ مؤكدا بكل ثقة أنه لم يفلس بعد، ولديه ما يمكن أن يقدمه، ويكتب له النجاح غير "طاش". السدحان الذي كان متأثرا كان يتحدث بحسرة عن مسلسل "طاش ما طاش" قائلا "أنه جزء من حياتي مهما عملت في مسلسلات أخرى". إلى جانب السدحان بطل مسلسل "طالع نازل" الذي يعرض على قناة "دبي"، ظهر نخبة من الفنانين منهم يوسف الجراح، وريماس منصور، وجعفر الغريب، ومحمد المفرح، وحبيب الحبيب، وعبدالله السناني، ويرصد العمل العديد من القضايا الاجتماعية بقالب كوميدي، إلا أن الفكرة غائبة أمام المشاهد الذي يتفاجأ بأن أحداث المسلسل تدور داخل منزل واحد، وبعدد محدود من الشخصيات، إذ يمكن أن يتابع المشاهد حلقة كاملة لا يظهر فيها إلا السدحان الذي يقوم بدور أبو بندر، وابنتيه وزوجيهما، وجاره زغلول حمامة. مخرج العمل محمد عايش له تجربة سابقة مع السدحان، إذ سبق أن أخرج جزأين من "طاش"، ومسلسل "عيال قرية"، إلا أن مسلسل "طالع نازل" لم يكن بحجم نجاحه في الأعمال السابقة. مشكلة الأعمال الثنائية التي تجمع الفنانين عقودا من الزمن أنها تنعكس أحيانا كثيرة سلبا على الأبطال في نهاية المطاف، فالمشاهد الذي كان يتابع الفنان عبدالله السدحان في مسلسل "طاش ما طاش" لم يعد يجذبه دوره في أي عمل آخر مهما قدم، كونه وجد نفسه مواجها للجمهور وحيدا. أعتقد أن السدحان استنفد كل طاقته الفنية في مسلسل "طاش ما طاش" على مدى 19 عاما، وحصر نجوميته في شخصيات معينة لا يستطيع الآن أن ينفك عنها، وكان وجوده إلى جانب القصبي، واستفادته من تاريخ طاش سر نجاحه هناك، أما اليوم فهو يواجه الجمهور وحيدا، ويحتاج إلى أن يبدأ من جديد لكي يقدم عملا مختلفا.