الحرية في عالم المجنونة ومحاولة التمرد على المألوف طريق مفروش بالورود في السلك الرياضي في عالمنا العربي , ومساحة التحرك في هذا السلك أكبر بكثير من الجوانب الأخرى التي عادة ما تكون الكتابة فيها بمثابة قدم في الدنيا وأخرى في القبر , فالغارق فيها كالذي يسير على حبل السيرك نسبة الوصول لنقطة الهدف , مثل نسبة السقوط الذي لا يكون بعده نهوض ..!! في محبرة الرياضة تخرج عن النص .. وتتسلل إلى الممنوعات .. وتنبش هنا وهناك .. وتقطع الإشارة الحمراء وقد يشاهدك المرور .. ولكنه يسمح لك بالمرور .. فلا أحد يوقفك في الطريق إلا إذا وصل الأمر للكوارث ..!! ولا أذيع سرا إذا قلت إن الأقلام التي تسكن في مباني السياسة والثقافة وأي طابق آخر من طوابق الصحافة يحسدون أهل الرياضة وأقلامهم في العالم العربي على الحرية الممنوحة لهم في بلاط صاحبة الجلالة ..!! ويبدو لي والله أعلم أن الديمقراطية العربية الرياضية أنجبت ويلات , آخرها قصة ألف ليلة وليلة بعد مواجهة الجزائر ومصر في أم درمان, حيث بلغت الحرية مداها في الإعلام المقروء والمرئي «وعلى عينك يا تاجر». ومع ذلك فإن أهل الرياضة في الخليج والعالم العربي يرون أن بصمتهم في الحرية وطريق الديمقراطية أساس للانفتاح , وأنهم من اختصر الطريق للوصول لأكبر مساحة من الحرية التي يحلم بها الساسة والمثقفون العرب . ويطل السؤال لماذا الرياضة فقط ؟ الخروج عن النص في الأقلام الرياضية حالة استثناء لانفعالات شخصية .. على عكس نخبة الثقافة التي تسعى لتقزيم الجميع من أجل أن تبقى هي في القمة . ولماذا يسمح لهم بهذا السقف العالي من الحرية دون سواهم ؟ ولماذا لا تفسر كلماتهم وانتقاداتهم على أنها طوفان يجتاز الخطوط الحمراء ؟ وما السر وراء هذا الصمت إزاء الخروج عن النص من قبل الأقلام الرياضية .. والسماح لهم بالعوم في العمق دون غيرهم ؟ الجواب ببساطة .. بقعة الضوء في السلك الرياضي .. لا تحمل وراء الأكمة ما وراءها .. فهي طليقة في الهواء حرة .. وبريئة براءة الأطفال .. ليس لها أجندة ظاهرة وأخرى باطنة .. ولا توضع في مفرداتها مكياج النفاق والوصولية .. ولا تصبغ جدرانها بألوان التمييز , لتصنف الناس عبيدا وسادة ..!! فالنجوم الذين يتهافت عليهم الناس كل الناس من طبقات فقيرة وأخرى متوسطة , وثالثة ثرية , لا فرق بينهم وهذه ميزة الرياضة .. لا يصفق للثري فقط .. ولا يكون الهتاف للمنصب فقط .. فأبناء البيوت البسيطة لهم في الصحافة الرياضية صولات وجولات .. تسويق وجمهور .. وأقلام تكتب عنهم للمتعة والإبداع .. والمفردة تنساق للابتكار من أجل أن نعطي للمهارة في هذه الحياة قيمة . الخروج عن النص في الأقلام الرياضية حالة استثناء لانفعالات شخصية .. على عكس نخبة الثقافة التي تسعى لتقزيم الجميع من أجل أن تبقى هي في القمة . ويبدو أن فضاء آسيا في الدوحة قد شهد من الحرية ما يفوق كل الديمقراطيات العربية .