الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها إما حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو مدير عام الخطوط الجوية السعودية معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم. *من عامل تسليك لخطوط الهاتف أيام دراستك إلى متدرب في إدارة التموين والخدمات المساندة بشركة أرامكو إلى الرئيس التنفيذي ل المراعي، ثم الرجل الأول في الإدارة التنفيذية للبنك السعودي البريطاني إلى الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية وأخيرا مدير عام الخطوط السعودية، هل يمكن أن تكون المحطة المقبلة مرتبطة بالرياضة؟. الرياضة اليوم أصبحت تجارة كذلك؛ وفي معظم أنحاء العالم هناك فرق قيمتها السوقية كبيرة جدا بنجومها ونتائجها وجماهيرها وإمكانياتها، والمستقبل في البلد يتجه لما اتجهت إليه الدول المتقدمة، ومتى كان هناك إمكانية ليكون الشخص شريكا في إنجاح إحدى الفرق ربما بعد أن أترك الخطوط السعودية يحدث ذلك، العمل في الرياضة جميل، وأن تساهم في خدمة الوطن عن طريق الأندية أمر إيجابي. عدم التخطيط وراء مشاكل الأندية وخسارة المنتخب أحبطتني * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ الرياضة لها نصيب كبير من اهتمامي، أمارسها خمس مرات في الأسبوع، وأهتم بها أما رياضة الاستمتاع والمتابعة فهي محدودة جدا. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ جميعهم أوجه الدعوة لهم بدون استثناء وأقول لهم حياكم الله. * بصراحة أي ألوان الأندية تراه سائدا في منزلك؟ ابني عبدالرحمن هلالي الميول. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ؟ قبل ست أو سبع سنوات لا أتذكر تحديدا؛ كان ذلك في مباراة للمنتخب السعودي؛ حين كنت في شركة الاتصالات وحضرت لتقديم هدية أفضل لاعب في المباراة. *ما الفارق بين كابتن الطائرة وكابتن فريق رياضي؟. فارق كبير؛ الأول أمامه خط سير واضح ومعلومات عن الجو والرحلة، أم كابتن الفريق الرياضي فعمله متحرك، يحدده حركة خصمه ونجاحه في تحقيق أهدافه يحكمها أمور كثيرة. *ما وجه الشبه بين كابتن طائرة يواجه موقف صعب أثناء قيادة الطائرة وتعرض مهاجم لحواجز دفاعية في كرة قدم؟. *لا أرى وجه شبه بينهما؛ لكن أظن أن الطيار يواجه أقل عوائق في مهمته، من لاعبي كرة القدم الذين يواجهون مطبات بشكل يومي. *من ترشح من اللاعبين السعوديين ليكون كابتن طائرة؟. جميعهم رياضيون أرشحهم لقيادة طائرة ولديهم القدرة والاحترافية، ولو أيا منهم صار كابتن طائرة فسيأتي كل الناس للفرجة عليهم، ولن يجلس أحد في مقعده؛ سامي الجابر مثلا لو قاد طائرة فسيحدث مشكلة. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟. للمنتخب السعودي الذي خسر بطولة كأس الخليج العربي ال 20 في اليمن. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟. لرؤساء الأندية. الجابر سيخرج الركاب من مقاعدهم ومنزلي توشح باللون (الأزرق) * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق، ولماذا؟. المفترض أن الرياضة تجمع ولا تفرق، لكن من المؤسف أنها تفرق؛ هذا ما جعلني أشهر البطاقة الصفراء لرؤساء الأندية؛ تطغى بينهم ملاسنات وخروج عن النص؛ وبدلا من أن يساهموا في توعية الجماهير نجدهم يذكون التعصب، ويتهمون الآخرين بمحاباة منافسيهم، وأمور كثيرة تفرق بين شباب البلد. * التعصب في التشجيع هل يمكن أن نسميه تطرفاً فكرياً رياضياً؟ لا . . لا يصل لهذه الدرجة؛ هم فقط لا يرون الجهة الأخرى. *كثير من الرياضيين يخافون ركوب الطائرات، ماذا تقول لهم؟. رياضيون ويخافون ركوب الطائرات!!. من يخاف ركوب الطائرات لن يلعب كرة، ولن يتمكن من مشاهدة المباريات، لا أحد يركب السيارة، من يريد أن يلعب عليه التنقل بالطائرات من مدينة لأخرى ومن بلد لآخر. * بصراحة.. وبغض النظر عن شركات الاتصالات لماذا تنعزل الشركات السعودية الكبرى عما يدور في الشأن الرياضي، ولا يقدمون الدور المطلوب منهم للنهوض بالمنتخبات والفرق السعودية؟. لا أحد يربح كشركات الاتصالات، ويستطيعون بسببه أن يصرفوا هذا الصرف، لا أحد يستطيع أن يتحمل التكلفة الكبيرة التي تضعها شركات الاتصالات لا أحد ينافسها، هذا ليس محليا فقط، في معظم أنحاء العالم شركات الاتصالات والشركات الأكثر ربحية هي القادرة على الاستثمار في الرياضة، إضافة إلى طبيعة العملاء الذين تستقطبهم فيما نستقطب نحن في الخطوط السعودية مثلا هم جميع شرائح المجتمع. *تعاني الأندية السعودية من مشاكل في التنقل لصعوبة الحجوزات، هل يمكن أن تتعاون الخطوط السعودية مع هيئة دوري المحترفين للوصول لآلية تعالج المشكلة بعد تأجيل كثير من المباريات؟. هذه ليست معضلة، إذا كان جدول المباريات واضح منذ مدة طويلة؛ المفترض أن تكون حجوزاتهم واضحة منذ مدة طويلة، ولو أعطونا جدولهم وتعرفنا على عدد ركابهم لعملنا لهم (بلوك) حجز للأيام على مدار العام بدون أي مشكلة، يجب عليهم أن يخططوا؛ لا أن ينتظروا إلى ما قبل الرحلة بأسبوع للسفر على طائرة فيها 66 ويطلب 30؛ أنا على استعداد للتعاون مع هيئة دوري المحترفين السعودي واتحاد كرة القدم، سلمونا جميع الجداول باكرا والمقاعد المطلوبة وستجدون ما يسركم. معضلة تأجيل الرحلات لن تنتهي والاستثمار الرياضي غير مفيد *يشتكي الجمهور الرياضي من تأجيل بعض مباريات الدوري، كما يشتكي المسافرون من تأجيل بعض الرحلات، متى تتوقف الشكاوى في الجانبين؟. تأجيل الرحلات والمباريات يخضع لأسباب، في الطيران مثلا لا يمكن أن تزيل كل الأسباب؛ أن تؤجَّل رحلة لسوء الأحوال الجوية فهذا أمر من الصعب تجاوزه في جميع أنحاء العالم، وليس هناك شيء لا يمكن أن يؤجل 100 في المئة. *هل لنا أن نعرف توجهكم نحو الأندية في البلاد وإمكانية دخول الخطوط السعودية مجال رعاية الأندية أو المنتخب السعودي؟. الخطوط السعودية ليس لها أي توجه لدخول الاستثمار في المجال الرياضي في الوقت الحاضر. *هل يمكن أن نرى فريق كرة قدم يمثل الخطوط السعودية ضمن الأندية المنافسة في دوري كرة القدم أسوة بفرق تمثل شركات في دول أخرى؟. لدينا فريق كرة قدم مميز يمثل الخطوط السعودية، وحقق بطولات على مستوى الشركات في مناسبات عدة، لكن أكثر من ذلك لا. * لماذا تغيب الصفحة الرياضية عن مجلة السعودية (أهلا وسهلا) التي تقدم للركاب في الطائرات؟. من الصعب أن تتابع الأحداث الرياضية في مجلة شهرية، لكن قد نفكر في إحداث شيء جديد بهذا الخصوص. *هل يمكن أن نرى صفحة رياضية تثقيفية توعوية في مجلة السعودية مستقبلا؛ خصوصا وأن الرياضة جزأ لا يتجزأ من حياة الناس؟. اقتراح سندرسه وربما يرى النور مستقبلا. * شكل من رؤساء الشركات ورجال الأعمال منتخباً ربما يواجه منتخب البرازيل في نهائي كأس العالم يوما ما؟. كلهم لا يستطيعون أن يعملوا شيئا في مواجهة البرازيل، لا كرويا ولا حتى ماليا في الوقت الراهن. * ما هي رياضتك المفضلة؟ ولماذا؟ لأنني درست سنوات في أميركا أحب لعبة كرة السلة، ومارستها في تلك الفترة. *هل يمكن أن تدخل الملعب يوما ما لحضور مباراة في كرة القدم؟. إذا تلقيت دعوة أو في حدث كبير. *لماذا يطلق البعض مسمى الجلد المنفوخ على كرة القدم استخفافا بها، ثم لا يلبث أن يطلق نيرانه في كل اتجاه بعد أي خسارة للمنتخب؟. سؤال صعب؛ من يستحقر كرة القدم إلا من لا يفهمها. * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ ميولي فقط للمنتخب الوطني، وليس لي ميول لفريق معين؛ لكن أحيانا إذا رأيت أصحابي كلهم يميلون لفريق واحد توجهت للفريق المضاد من باب الوناسة. * بين مؤيدي الرياضة النسائية ورافضيها أين تقف؟ أؤيد الرياضة النسائية لكن بضوابط. *بوصلتك الرياضية إلى أين تتجه عالميا؟. لأنني درست في أميركا اتجه لبعض الرياضات الأميركية. * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسللا" بلغة كرة القدم؟ إن شاء الله لا. * وهل ترى ثمة شبهاً بين الرياضة والتجارة غير الربح والخسارة؟ المتعة. *لو تلقيت دعوة لحضور نهائي كأس العلم، هل ستحضر المباراة أم ستجير التذكرة لشخص آخر ومن هو؟. أفضل أن أجيرها لابني عبدالرحمن. *ما الذي أحدثه عدم مشاركة المنتخب السعودي في المونديال في نفسك؟. إحباط. * متى وأين تلتقط أنفاسك بعد يوم عمل مضني؟. أحب ممارسة الرياضة كثيرا بعد العمل.