جدد مهرجان عيد ارامكو صورة الماضي بمصنوعات أثرية وقديمة تعود لحقب تاريخية متعددة حيث نجحت في تكوين صورة لهذا الماضي على الواقع المعاش وذلك من خلال استقطاب هذه الحرف والمصنوعات التي لاقت إقبالا كبيرا. الزائر لمهرجان عيد ارامكو يجد هدفه من هذا التاريخ الطويل تحت خيمة تراثية تحتضن بداخلها كل نادر وجميل من روح الماضي وأصالته حيث تتشكل المصنوعات وتتقاسم في فكرتها وتاريخها الزمن الذي يحكي عن وجودها فمن جميل هذه المصنوعات المعروضة والحرف الشيقة صناعة الفخار الذي يعتبر الطين هو المادة الرئيسية المستخدمة في صناعته، والأداة التي يعتمد عليها في صنع الفخار هي الدولاب الذي يدار بواسطة القدمين، وكذلك مشط خشبي صغير للزخرفة، وفرن لحرق الفخار فبعد احضار الطين الناعم يُخمّر في الماء لمدة يوم واحد ثم يوضع على لوح خشبي لمدة يوم أيضاً حتى يصبح عجيناً حيث يُداس بالقدمين حتى يكتمل عجنه ثم يقطع منه ويوضع على سطح مكتبة دولاب الفخار بعد ذلك تدار بواسطة القدمين وتشكل عجينة الطين بواسطة اليدين خلال دورانها حسب الطلب وتعمل عليها الزخارف بالمشط الخشبي ثم توضع في الشمس حتى تجف، بعد ذلك تحرق في فرن الفخار حتى تصبح قوية ولا تذوب في الماء. ويعود موطن صناعة الفخار في المملكة الى الاحساء والقطيف وهي احدى الصناعات التقليدية اليدوية ، حتى أن الجرار الهجرية الكبيرة استخدمت كمقياس معتمد لكل سكان الجزيرة لقرون طويلة وذكرت في كتب المسلمين في القرون الإسلامية الأولى ، وللفخاريات الهجرية أشكال وأنواع وأحجام وأسماء متعددة واستخدامات عديدة منها : الجرة (الحب) والمصخنة, والمبخر وغيرها من الأوعية الفخارية ومجسمات ومزهريات, واشتهر أهل بلدة القارة بالاحساء بهذه الصنعة لقربها من جبل القارة الذي هو مصدر الطين المستخدم لصناعة الأواني الفخارية ومن أهم مصنوعات الفخار : الزير، التنور، الجرار . الشاب زكي الغراش ذو الخمسة والثلاثين ربيعا يجلس في خيمة التراث بمهرجان عيد ارامكو السعودية بمدينة الظهران حيث شوهد وهو يمارس حرفته بكل إتقان وبروح الحماس والكفاح فها هو يشرح مراحل صناعته بشكل مشوق ، حيث يقول ان صناعة الفخار تتم بعد عدّة مراحل، إذ تبدأ بفصل رمل الفخار عن عروق الشجر العالقة بها ثم يتم نقعه بالماء في أحواض معدّة لهذا الغرض ومن ثم يستخرج ويُداس بالأقدام بقوة حتى تمتزج العجينة بالماء جيّدا.