من الحرف الشعبية اليدوية التي كان يستخدمها الأجداد قديماً صناعة الفخار، ويعتبر الطين هو المادة الرئيسية المستخدمة في صناعته، والأداة التي يعتمد عليها في صنع الفخار هي الدولاب الذي يدار بواسطة القدمين، وكذلك مشط خشبي صغير للزخرفة، وفرن لحرق الفخار فبعد احضار الطين الناعم يُخمّر في الماء لمدة يوم واحد ثم يوضع على لوح خشبي لمدة يوم واحد أيضاً حتى يصبح عجيناً حيث يُداس بالقدمين حتى يكتمل عجنه ثم يقطع منه ويوضع على سطح مكتبة دولاب الفخار بعد ذلك تدار بواسطة القدمين وتشكل عجينة الطين بواسطة اليدين خلال دورانها حسب الطلب وتعمل عليها الزخارف بالمشط الخشبي ثم توضع في الشمس حتى تجف، بعد ذلك تحرق في فرن الفخار حتى تصبح قوية ولا تذوب في الماء. موطن صناعة الفخار في السعودية يعود الى الأحساء والقطيف وهي إحدى الصناعات التقليدية اليدوية حتى إن الجرار الهجرية الكبيرة استخدمت كمقياس معتمد لكل سكان الجزيرة لقرون طويلة وذكرت في كتب المسلمين في القرون الاسلامية الاولى وللفخاريات الهجرية أشكال وأنواع وأحجام وأسماء متعددة واستخدامات عديدة منها الجرة (الحب) والمصخنة, والمبخر وغيرها من الأوعية الفخارية ومجسمات ومزهريات, واشتهر أهل بلدة القارة بالأحساء بهذه الصنعة لقربها من جبل القارة الذي هو مصدر الطين المستخدم لصناعة الاواني الفخارية ومن أهم مصنوعات الفخار: الزير، التنور، الجرار. صالح علي الغراش ذو الأربعين عاما يقتعد مقعده في القرية التراثية بمهرجان ارامكو بالظهران , ويمارس صناعة الفخار حيث شوهد وهو يمارس حرفته بكل إتقان وبروح الحماس والكفاح محييا تاريخا طويلا في هذه المهنة التي كادت تنتهي بعد عمر طويل فها هو يشرح مراحل صناعته بشكل مشوق حيث يقول إن صناعة الفخار تتم بعد عدّة مراحل، إذ تبدأ بفصل رمل الفخار عن عروق الشجر العالقة بها ثم يتم نقعه بالماء في أحواض معدّة لهذا الغرض ومن ثم يستخرج ويُداس بالأقدام بقوة حتى تمتزج العجينة بالماء جيّدا، وبعد ذلك تأتي مرحلة «التلويت» بمعني فرك العجينة باليد حتى تصبح قوية ومتماسكة جاهزة للتشكيل بواسطة آلة «المرجل» التي تُدار بالأرجل بواسطة دولاب مصنوع من الحجر بينما يدور الدولاب السفلي ويتحرك الدولاب العلوي الذي يحمل الفخار، إذ يقوم الصانع بتشكيل الفخار بيده بحسب الحجم والشكل، أمّا آخر مراحل تلك الصناعة فتتم فيما يعرف "ببيت النار" أو الفرن الذي يحرق فيه الفخار وهو مصنوع من الطين الجاف، وتتم عملية الحرق بإشعال النار في حفر تقع على جوانب الفرن بحيث تمتد ألسنة النار إلى الفوهة التي تقع أعلى الفرن ويتم رص الفخار وتغطيته تماما بقطع الفخار المكسور لضمان عدم تسرب الحرارة منها.