لا يمكن التأكيد بأن الثنائي ناصر القصبي، أو عبدالله السدحان، قد أفلسا فنياً، قياساً على حلقات طاش 18، التي ظهرت هذا العام بشكل مكرر ورتيب، وخال تماماً من أي جديد يراهنان عليه، إذ أنهما مازالا يحملان الكثير من الفنيات الجميلة، وفي الوقت نفسه، لا يمكن الإشادة بهما على طول الخط، باعتبارهما أهم ثنائي فني ظهر في منطقة الخليج في العصر الحديث، إلا أنهما لم يلفتا الانتباه بالقدر المتوقع. وعلى المنوال ذاته، ظهرت بعض حلقات "طاش 18" بشكل قوي وجريء، وتم توزيعها على أيام الشهر الكريم، فيما اتخذت البقية أسلوبا ضعيفا ومتهالكا ومكرراً". وبقدر ما كشف طاش في بعض حلقاته أن ناصر وعبدالله لديهما الحضور الفني، ويملكان ما يقدمانه للجمهور، بقدر ظهور إفلاس كبير في بعض الحلقات، التي كانت مكررة ومشابهة في الفكرة مع حلقات أخرى في أعوام ماضية، فأخطأ الثنائي عندما اعتقدا أن "طاش" هو مكان لعلاج أمور شرعية بحتة، تتطلب إلى فتاوى من كبار العلماء، فأعطى المسلسل لنفسه الحق في مناقشة هذا الجانب بنوع من التفصيل، إذ لم يقتصر الأمر على لفت النظر إلى سلبيات في أمور اجتماعية، كما هي سمة الأعمال الفنية، وإنما تطرق إلى ما يجب اتباعه وكأنه جهة مشرعة، وظهر هذا جلياً في حلقة البنوك، التي ألمحت إلى أخطاء، ووجهت إلى ما ينبغي عمله، وهذا ليس دور الفن. كما لاحظنا أن السلبيات الاجتماعية التي تناولها "طاش 18" لم يتطرق المسلسل إلى علاجها من وجهة نظر فنية، وإنما طرح المشاكل وتجاهل الحل، تاركاً المشاهد في حيرة من أمره". وتكررت أخطاء الثنائي، عندما اعتمدا على أفكارهما في الحلقات التي قاما بها، فكان غريباً جدا أن تكون معظم الحلقات من بنات أفكار الثنائي، وغاب الكتاب المعروفون عن الكتابة، فجاءت الأفكار مكررة أو منسوخة من أفكار المواسم الماضية، مثل فكرة الطلاق، والخادمات، وغيرها. كما تكررت الشخصيات، مثل أبو حسين، أم هزار، وأبو هزار، وأسعد عمر، وهنا نتساءل ألم يمل عبد الله السدحان من تجسيد دور الشايب العجوز الذي يبحث عن القهوة في كل سنة، ويكرر لازمته "حصة وين القهوة".. ألهذه الدرجة يتوقع السدحان أن هذه اللازمة ضرورية ليتحفنا بها كل سنة؟ أم أنه لا يجيد غير دور الرجل الكبير في السن، والأمر نفسه لناصر القصبي، الذي كرر شخصية فؤاد، ولكنه في الوقت نفسه، كان بارعا في أغلب الحلقات من خلال تأديته لشخصيات جديدة و تمكنه باحترافية من أغلب الشخصيات الكوميدية. مطلوب من الثنائي القصبي والسدحان، أن يبتكرا طريقة جديدة، تعيدهما إلى الأضواء من جديد، أو الاستعانة بشخصيات ترفع من قدر طاش، بعيداً عن التكرار والمحاكاة ويبقى الغريب في الأمر، غياب الثنائي عن بعض الحلقات، ولم يكن هذا الغياب بداعي إعطاء الفرصة إلى الوجوه الشابة كي تبرز وتجد فرصتها التي تبحث عنها، وإنما لأسباب أخرى لا نعلمها، وما يثبت ذلك أن الحلقات التي غابا عنها، كانت ضعيفة فنياً، وليس بها أي فنيات تشير إلى أنها ضمن حلقات طاش المعروفة، ولا يمنع هذا أن هناك شخصيات فنية أثبتت ذاتها في "طاش 18" أمثال ماجد مطرب، وفارس الخالدي، وعلي السعد. ورغم استعانة المسلسل بمخرجين لإخراج طاش، كانت لهما بصمات جيدة في الأعمال الفنية في السنوات الماضية، مما كان يفترض وجود تنافس كبير بينهما في لفت الأنظار، إلا أن الفارق بينهما كان غير واضح، بعد ظهور الحلقات متشابهة، يضاف إلى ذلك أن قصص بعض الحلقات، كتبت بطريقة بدائية، وسيناريو وحوار ضعيف للغاية، اعتمد على المباشرة. ويعاب على الثنائي أيضاً، تكرار الشخصيات التي تعودا تقديمها في "طاش" في المواسم الماضية. ومطلوب من الثنائي القصبي والسدحان، أن يبتكرا طريقة جديدة، تعيدهما إلى الأضواء من جديد، أو الاستعانة بشخصيات ترفع من قدر طاش، بعيداً عن التكرار والمحاكاة. وإذا ما كان هناك ممثل لفت الأنظار في "طاش 18" فهو الممثل جميل علي، الذي لم ينل حقه كاملاً في المساحة الممنوحة له، إذ لم تسعفه المشاهد التي ظهر فيها من إظهار كل إمكاناته الفنية، وأصر السدحان والقصبي على الاستحواذ على المساحات الفنية بالكامل، وكأنهما يرفضان أن يشاركهما أحد نجومية طاش، ويبقى القول أن الممثل جميل علي له اهتمامات بالأطفال، ويحرص على تقديم أعمال لهم، وهذا محفز على استثمار طاقات هذا الشاب.