صور المجاعة في الصومال تتفطر لها القلوب، أطفال تحتضر وتموت من الجوع أعداد كبيرة من هذا الشعب المسلم في طريقها للفناء، مسلمون تربطنا بهم أواصر الدين يموتون من الجوع، قلوبنا تتمزق عليهم، وأفئدتنا تذوب ونحن نشاهد صوراً مأساوية لأرواح مسلمة تنهشها أنياب الفقر والجوع والعطش، ملايين مسلمة أوشكت على الهلاك وفلذات أكباد قضوا وانتقلت أرواحهم لربها أمام أمهاتهم ولا حول لهن ولا قوة. ونحن ولله الحمد في نعمة كبيرة تستوجب الشكر الدائم، للأسف الكثير منا لا يراها ويقول: هل من مزيد!! بالفعل وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ نستغفر الله، مائدة الطعام تمتلئ بكل ما لذ وطاب خاصة في رمضان وبدلاً من الحمد والشكر ينزل وابل من الانتقادات، هذا ناقص ملح، وهذا كان من المفترض أن يكون له طعم مختلف، وشكل هذا غير مشهي، وهذا، وذاك، والويل كل الويل لو وضع في المائدة صنف من طعام الأمس «بايت»!. والأطفال يرفضون كل هذه النعم ويتسابقون لطلب الكنتاكي، والهمبرقر.. من الطبيعي أن هناك خطأ جسيما في التربية نحصد نتائجه لأننا السبب، أبناؤنا أمانة في أعناقنا ومن شب على شيء شاب عليه، أخطأوا غير قاصدين سامحهم الله وغفر لهم فأخطأنا وما زلنا نخطئ، ومن الخطأ أن نستمر في الخطأ ونعيده في تربيتنا واليوم أمامنا نماذج حية علنا نتعظ بها ونستطيع من خلالها تقويم السلوك الذي قصرنا فيه، ونستشهد ونحن في بالغ الأسى والحزن بصور الموت من الجوع ليحمدوا الله ويشكروه، ولنشرح لهم أسوأ كارثة إنسانية، أسر تقطع المسافات الطويلة بأقدامها بحثاً عن الغذاء والطعام تلقي بعض أطفالها في العراء بعد أن أنهكهم التعب والعطش فيموتون، جثث الموتى تمتلئ بها الطرقات، أطفال ونساء ومسنون ماتوا بسبب الجوع والعطش والإرهاق..لنتذكر جميعاً نعم الله علينا ونشكره «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ» فلنتفاعل مع الحملة الوطنية ونجعل أبناءنا يتفاعلون بصدق وإيمان، يتبرعون بما لديهم حتى بقيمة هدايا العيد، لنغرس في نفوسهم حب البذل والعطاء ومقدار ثواب الصدقة عند الله سبحانه وتعالىلنتذكر جميعاً نعم الله علينا ونشكره «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ» فلنتفاعل مع الحملة الوطنية ونجعل أبناءنا يتفاعلون بصدق وإيمان، يتبرعون بما لديهم حتى بقيمة هدايا العيد، لنغرس في نفوسهم حب البذل والعطاء ومقدار ثواب الصدقة عند الله سبحانه وتعالى بالتفاعل جميعاً مع نداء خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. فرصة ذهبية من فرص تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي وتقويم السلوك، حتى النساء في البيوت أذكرهن بموائد الإسراف، وإن كانت نهايتها ليست في النفايات بل لأشخاص فقراء كما تقول بعضهن، أذكرهن بأن أفقر فقير في هذا الوطن الحبيب -أدام الله عزه- سواء كان مواطناً أو مقيماً أغنى من أغنى غني في تلك المناطق المنكوبة!! علينا جميعاً تلبية نداء القائد الملهم رعاه الله، خاصة وأنا مسلمون وفي موطن القداسات ومهبط الوحي ومسرى رسول الهدى والرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام، كيف لا ونحن إخوة وإن اختلفت ألواننا وألسنتنا وديارنا، جسدٌ واحد إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى». لنشكر الله ونحمده تعالى، ونتصدق لنكسب الأجر أضعافاً مضاعفة، ونبتهل إلى الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين من وفقه الله للعمل الصالح، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ويحفظ ولي عهده الأمين والنائب الثاني والعائلة الكريمة ويجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم. [email protected]