إن الشكر له سحر عجيب ، تأثيره على النفس البشرية جميل ، به تهدأ النفوس المتوترة والقلوب ، يزداد السخاء والعطاء به ،ونحتاج ان نمارسه في حياتنا كلها ، له أوجه كثيرة من أهمها : شكر النعمة ، حيث تكمن أهميته في انها حق لله سبحانه وتعالى قال تعالى "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ " [البقرة آيه 152] حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نشكره لأنه جل شانه هو المستحق للشكر والثناء على نعمه التي أسبغها علينا وامدنا بها ، وإن عددناها فلن نستطيع أن نحصيها سواءا في أنفسنا أو أهلنا و أموالنا ، فشكره سبحانه يؤدي إلى زيادة الرزق والبركة في المال والأهل بل وبركة العمر أيضاً ، كما ان جحود نعم الله وعدم شكره عليها من دواعي زوالها وانتشار الآفات ونزول البلاء والغضب من الله سبحانه ، إن استشعارنا لنعم الله وفضله علينا والإقرار والتحدث بها يورث حب الله في النفوس والقلوب لأن النفس البشرية جُبلت على حب من أحسن إليها ، فالله سبحانه وتعالى خير المحسنين ، يتجلى شكره سبحانه في صور كثيره منها أن نصرفها في مرضاته ونؤدي حقه سبحانه فيها فلا إسراف ولا تسويف ، كذلك ان نستعملها فيما يرضيه سبحانه ، فلا نقترف بها محرما ، أو نتخذها وسيلة إلى ما يغضب الله سبحانه وتعالى ، فالشكر له الأثر العظيم على الفرد والمجتمع ، فالتاجر الصادق القنوع ، والمسؤول الرحيم ، والعامل المتقن لعمله ، والموظف المخلص فيما يوكل إليه ، والغني المؤدي لحق الله في ماله ، كل هذه الصور تُعد من شكر النعمة متى ما تحققت ، يأذن الله للخير وينزل على المجتمع فيتحول إلى مجتمعاً غنياً بنفوس أفراده قبل أموالهم ، فتزداد نعم الله و يعم الخير الجميع وينتشر الرخاء ويعيش الجميع في سعة ورغد ، قال تعالى " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم آية 7] فقد تكفل سبحانه بالزيادة ، كذلك توعََد بالعذاب الشديد لمن يجحد نعمه ، الجحود الذي نراه اليوم في عدة صور وأوجه في حياتنا اليومية حيث من المؤسف المحزن ما نراه من التبذير والإسراف في الولائم والمناسبات في حين يتضور المسلمون جوعاً في نواحي الأرض ، حيث تتكدس السفر بكل ما لذ وطاب من أنواع الأكل أرزاً ولحماً وشحماً ، مع عجزنا عن أكل ربع ما نراه من هذه الانعام ، حتى إذا فرغنا منها عافته النفوس وتقززت منه ، فتُقذف في المزابل مع النفايات والقاذورات ، إن ذلك من أشد أنواع كفر النعمة ، التي منََ الله علينا بها ، في حين أن أخواننا مسلموا الصومال يموتون في أبشع الصور جوعا وعطشاً منظر يُدمي القلوب فلا يجدون ما يسد بهم رمق الجوع ولا يروي ضمأهم، لنستحضر تلك الصور من نقص الأنفس والأموال والأمان في شتى البقاع الإسلامية من حولنا أوغيرها ، لنعرف ما تفضل الله بنا وما أنعمه علينا ، إن كفر النعمة سبب في إنزال العقوبة الإلاهية على مرتكبيها ، وسبب رئيسي لزوالها ،فلك الشكر ربي على نعمك التي لا تعد ولاتحصى ، ختاماً إخواني أدعو نفسي وأدعوكم إلى مساعدة إخواننا المسلمين في الصومال والتبرع لهم لما في ذلك الخير والرزق الكثير وأن الصدقة تدفع البلاء وتطفئ غضب الرب . سليمان العطوي