المتتبع للوضع الرياضي في الفترة الماضية وخصوصا بعد تولي الأمير نواف بن فيصل دفة الرئاسة والجهود المتسارعة في تطوير الرياضة السعودية يلمس ايجابيات العمل المقدم والفكر المميز الذي يمنح أهل الاختصاص الفرصة كاملة لتقديم عمل في تصوري سيقودنا إلى حيث نجد لطموحنا مكانا ، فلم يكن هذا الوطن الكبير الذي يعتبره العالم بمثابة القارة قليل الشأن في أي مجال من مجالات الحياة ، فالطريق صعب وطويل ويحتاج إلى صبر حتى نحقق ما نريد ولن يتحقق هذا إلا بتحديد الأهداف والعمل على بناء الإستراتيجيات ووضع خطط مستقبلية واضحة تحدث الأمير نواف بن فيصل في (أمسية الرياضية) بكل شفافية ووضوح وشخص حال المنتخبات السعودية بكل تجرد وهو مدرك جيدا بمكمن الخلل ،وقد استشفيت من حديثه أن ما يحدث من تراجع في المستوى الفني لكرتنا سببه الأندية فهي لا تقدم للمنتخبات لاعبين جاهزين من كل الجوانب ،ويوجد نقص واضح في الجانب اللياقي للاعب السعودي، وهنا تكمن خطورة الأمر ،وكنت أتمنى ومن خلال تلك الأمسية أن اطرح سؤالا على سموه متعلقا بهذه النقطة تحديدا ،لكن ومع الأسف لم أتمكن من فعل ذلك وسأطرحه هنا .. طالما الأندية يا سمو الأمير تخضع مرجعيتها للرئاسة العامة لرعاية الشباب ، فلماذا لا يشكل الاتحاد السعودي لجنة فنية مكونة من مجموعة من المدربين الوطنيين يكون دورهم فقط متابعة تمارين الأندية وتسجيل الملاحظة الفنية على المستوى التدريبي للاعب السعودي داخل نادية والإطلاع على كافة البرامج والمعسكرات التي تضعها الأندية ؟ فليس من المقبول أن نحدد أسباب الضعف دون أن نسعى جاهدين إلى تذليل هذا الأمر ووضع الحلول السريعة له، ولعل المقارنة التي ذكرها سموه في حديثة عن هذه النقطة بين منتخب 1994م والمنتخب الآن تؤكد على أهمية الإعداد الجيد وضرورة الاحتكاك بالمنتخبات العالمية . وجدت في حديث الأمير إشارة واضحة تدل على أن الفترة المقبلة ستكون مرحلة تطوير وقد لمست حرصه على الاستفادة من المدرب الوطني بشكل أفضل فالقرارات الأخيرة خير دليل على هذا الأمر ، وكذلك اهتمامه بالفئات السنية، ولعل ما حققته منتخباتنا السنية من نتائج ايجابية تعتبر ثمرة الأكاديميات التي بدأت تنتشر في بعض الأندية باهتمام واضح من سموه . وجدت في حديث الأمير إشارة واضحة تدل على أن الفترة المقبلة ستكون مرحلة تطوير وقد لمست حرصه على الاستفادة من المدرب الوطني بشكل أفضل فالقرارات الأخيرة خير دليل على هذا الأمر ، وكذلك اهتمامه بالفئات السنية.ثمة نقطة ايجابية ضمن النقاط الايجابية الكثيرة التي ناقشها الأمير نواف في أمسية الشفافية والتي تمحورت حول إعلان الأمير نواف أنه سيكون وكيل أعمال أي نجم شاب يجد له مكانا في أي دوري أوروبي، أمر كهذا سيقود الشباب الموهوبين إلى أن يغيروا من سقف طموحاتهم، فالفرصة من النادر أن تأتي مرتين وحتى يستفيد النجم الموهوب من فرصة كهذه يجب أن يعمل جيدا على تطوير موهبته ‘ وفي تصوري منتخب الشباب قدم نجما أشادت به بعض الصحف العالمية وهو (معن الخضري) وقد سوق لموهبته بشكل جيد ولن نتفاجئ عندما تحضر العروض الخارجية له ،وكنت أتمنى من الأمير نواف أن يدعم فكرة تسويق نجوم المملكة المحليين خارجيا بالاتفاق مع أنديتهم وتسهيل أمر انتقالهم أو إعارتهم . قد يبدو الأمر صعبا على الأندية خصوصا الأندية التي تملك قاعدة جماهيرية لكنها خطوة مهمة نحو احتراف حقيقي أسوةً بغيرنا من الدول المتقدمة كرويا . التفت الأمير نواف لأشياء كثيرة كان يعتقد أنها جزء مهم من مراحل التغيير وعمل على تهيئة الجو المناسب للعمل أدرك بأن العمل الناجح يجب أن يكون بمشاركة الجميع من كل جوانبه المحيطة به وحتى يتحقق الانسجام في هذا الأمر رفع شعار الشفافية والوضوح مع الجميع . ما نشاهده من حراك في كل الاتجاهات من اجل تصحيح وتطوير حال الكرة السعودية أمر مريح جدا، فالجميع استشعروا بأهمية المرحلة من أعلى سلطة في الدولة إلى كل من له علاقة بالشأن الرياضي. فالأفكار والمقترحات والحلول أصبحت أكثر جديه وذلك من خلال تأسيس فكر تطويري يدار من خلال منظومة عمل واحده تعمل وفق أهداف واضحة لتحقيق نتائج ايجابية مبنية على أسس علمية تتوافق مع واقع المرحلة ، وقد وجدت في التشكيل الجديد للجان الاتحاد السعودي ما يبعث الارتياح والتفاؤل وأن الكرة السعودية تسير نحو التصحيح بخطوات واضحة للجميع . ما قدمه منتخب الشباب في كولومبيا يعتبر أمرا ايجابيا وليس هو سقف الطموح بالنسبة لنا لكنها تعتبر خطوة جيدة تعيد لنا بارقة الأمل في تغيير الحال والعودة للنقطة التي كان من المفترض أن تكون تحول في حال الكرة السعودية وأعني هنا فترة التسعينات الميلادية لكن هذا لم يحدث ! (دمتم بكل خير ورمضان كريم) [email protected]