يتوجه نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى الصين هذا الثلاثاء املا في كسب ود الزعيم المقبل للدولة المتنامية القوة وسعيا لعلاقات اهدأ بين البلدين بعد الانتقادات العنيفة التي وجهتها بكين الى سياسة الولاياتالمتحدة المالية. وسيمضي بايدن خمسة ايام في الصين في رحلة طويلة على غير العادة تأتي تلبية لدعوة من نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يتوقع ان يتولى قيادة الصين بحلول عام 2013، وهو شخصية غير معروفة كثيرا في اوساط السياسة الامريكية. وقال توني بلينكن مستشار الامن القومي لبايدن «ببساطة، نحن نستثمر في مستقبل العلاقات الامريكية الصينية». وسيزور بايدن كذلك اليابان، الحليف المقرب من بلاده، حيث سيزور منطقة ضربها الزلزال القوي في 11 مارس وسيشجع البلاد على الخروج من الازمة التي خلفها الزلزال والتسونامي الذي تلاه. كما سيزور منغوليا لتهنئتها على تبني الديمقراطية. وفي الصين سيلتقي بايدن الرئيس هو جينتاو في بكين ويزور البلاد بصحبة شي. وفي مدينة شينغدو الجنوبية الغربية سيتناول المسؤولان طعام العشاء في مطعم غير رسمي حيث سيلقي بايدن كلمة، بحسب بلينكن. وتأتي زيارة بايدن بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهتها وسائل الاعلام الصينية الرسمية لما وصفته ب «ادمان الولاياتالمتحدة على الديون»، بعد توصل الكونغرس لاتفاق لرفع سقف الديون الاميركية متجنبا تخلف البلاد عن السداد. ودافع لايل برانارد، نائب وزير المالية للشؤون الدولية، عن الاتفاق المثير للجدل ووصفه بانه «قوي جدا»، وقال قبل زيارة بايدن ان على الصين الان ان تطبق اصلاحات بدورها. وسيبلغ بايدن الصين بان عملتها اليوان «لا تزال دون قيمتها الحقيقية بشكل كبير»، وسيحث الدولة صاحبة ثاني اكبر اقتصاد في العالم على الانتقال من تصنيع الصادرات الرخيصة الثمن الى تشجيع الطبقة المتوسطة المتزايدة العدد في الصين على الاستهلاك. واضاف برينارد ان «صانعي السياسة الصينيين يعلمون انهم لم يعودوا قادرين على الاعتماد على المستهلكين الامريكيين بان يكونوا مصدر الطلب في الاقتصاد العالمي». وتابع «ان لديهم قدرة عظيمة للمساعدة على تعزيز النمو العالمي من خلال التحول الى استراتيجية النمو المعتمدة على الطلب الداخلي». واكد برينارد على ان الولاياتالمتحدة لا تزال صاحبة اكثر الاقتصادات «مرونة وابتكارا» ووصف اتفاق رفع سقف الدين بانه «خطوة كبيرة» في ترتيب الشؤون المالية الامريكية. وتأتي زيارة بايدن بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهتها وسائل الاعلام الصينية الرسمية لما وصفته ب»ادمان الولاياتالمتحدة على الديون»، الا ان واشنطن لا تعلم شيئا عن آراء نائب الرئيس الصيني. وتقول بوني غلاسر، العضو البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ان شي (58 عاما) جاء من جيل جديد معتاد اكثر على العالم الخارجي ولكنه اكثر قومية. وقالت ان الكثير مما تعرفه واشنطن عن شي جاء من خلال وزير الخارجية الاسترالي كيفن راد الذي يتحدث الصينية ومن رجل الدولة السنغافوري لي كوان يو. وتوقعت غلاسر ان لا يكشف شي الكثير عن افكاره خلال زيارة بايدن، حيث سيكون حذرا بشكل خاص قبل توليه السلطة. واضافت «قد نحصل على نظرة مقتضبة عن افكاره، ولكن حتى الاشخاص المقربين منه في الصين لا يعرفون بالتحديد موقفه بالنسبة لمواضيع حساسة ومثيرة للجدل مثل الاصلاح السياسي». واكد البيت الابيض ان الصين تحتجز عددا من السجناء لاسباب سياسية ومن بينهم الكاتب الحائز على جائزة نوبل للسلام ليو جياوبو، كما انها شددت على من يشتبه في انهم منشقون. وقال داني رسل مستشار البيت الابيض لشؤون آسيا ان «حماية حقوق الانسان عالميا هو جزء اساسي من سياسة الرئيس الامريكي باراك اوباما الخارجية بشأن الصين وغيرها من دول العالم». واضاف «سنثير هذه المخاوف بشأن وضع حقوق الانسان في الصين مرة اخرى». وكان شي زار التيبت الشهر الماضي وتوعد بقمع «النشاطات الانفصالية» التي يقوم بها الزعيم الروحي المنفي للتبت الدلاي لاما.وجاء ذلك بعد يوم من استقبال اوباما للدلاي لاما الذي يحظى بالاحترام في انحاء العالم ويقول انه لا يسعى الى استقلال التيبت عن الصين. وقال رسل ان بايدن سيناقش مسألة مبيعات الاسلحة لتايون رغم انه من المتوقع ان تثير بكين هذه المسألة. ويلزم القانون الامريكي واشنطن بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن النفس، ولا تستشير واشنطنبكين قبل تزويد تايوان بالاسلحة. وذكرت مجلة «ديفنس نيوز» الامريكية المتخصصة بشؤون الدفاع الاحد ان الادارة الامريكية رفضت طلب تايوان تزويدها بمقاتلات اف-16 التي تقول تايوان انها تحتاجها لتحقيق التوازن حيال التفوق العسكري الصيني.وقال مسؤولون في الادارة الامريكية انهم لم يتخذوا قرارا بعد في هذه المسألة.