واشنطن – أ ب، أ ف ب – سعى رئيس الأركان الصيني الجنرال شين بينغدي في واشنطن أمس، إلى تبديد الهواجس الأميركية في شأن تحديث بكين ترسانتها العسكرية، مؤكداً أن «هوة عميقة في التطوّر الدفاعي» ما زالت تفصل بين البلدين، كما شدد على أن الصين عاجزة عن تحدي الولاياتالمتحدة. وفي خطاب دام 45 دقيقة أمام الجامعة الوطنية للدفاع في واشنطن، قال شين: «على رغم أن التطوّر الدفاعي والعسكري للصين حقق تقدماً في السنوات الأخيرة، ما زال ثمة هوة عميقة بيننا وبينكم». وأضاف: «الصين لا تنوي مطلقاً تحدي الولاياتالمتحدة». وزاد أن بكين «تشيد بالدور البناء الذي تؤديه الولاياتالمتحدة، من أجل تأمين السلام والحفاظ عليه، وأيضاً الاستقرار والازدهار في منطقة آسيا-المحيط الهادئ». وفي مؤتمر صحافي مع رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن، كرر شين أن «الصين عاجزة عن تحدي الولاياتالمتحدة»، معتبراً أن ثروة الصين وقوتها العسكرية لا تُقارنان مع تينك في الولاياتالمتحدة. وقال إن البحرية الصينية «تتخلّف 20 سنة» عن نظيرتها الأميركية. شين الذي يُعتبر أول رئيس أركان صيني يزور واشنطن منذ 7 سنوات، شدّد على أهمية زيادة «الثقة الاستراتيجية المتبادلة، عبر تحسين الحوار والتواصل، بدل الوقوع في الشكوك والشبهات»، لافتاً إلى انه دعا مولن إلى أن يقوم بأول زيارة إلى الصين، بوصفه رئيساً لأركان الجيوش الأميركية. لكنه ذكّر بموقف بلاده إزاء تايوان، متسائلاً: «بما أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، لماذا تبيع الولاياتالمتحدة أسلحة لضمان أمنها؟». وحضّ واشنطن على احترام «المصالح الجوهرية» لبكين، مشيراً إلى أن الصينيين يعتبرون التايوانيين «مواطنينا وأشقاءنا وشقيقاتنا بالدم». أما مولن فرأى أن زيارة شين أتاحت إرساء «الأسس التي تمكنّنا من التعبير عن آرائنا»، معرباً عن أمله بأن يتيح هذا الحوار بين القادة العسكريين تحسين «الشفافية المتبادلة». وقال: «لن ننتظر اندلاع أزمة، حتى نتفاهم». وأعلن مولن وشين عن اتفاقات عدة، بما في ذلك تنظيم مناورات مشتركة، إضافة إلى وضع خط هاتف مباشر مع مولن، في تصرّف شين، على غرار الخط الأحمر بين واشنطن وموسكو خلال الحرب الباردة. شين الذي يرأس وفداً من 24 ضابطاً بارزاً، التقى أيضاً وزيري الدفاع روبرت غيتس والخارجية هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي توم دانيلون، وأعضاء في الكونغرس. على صعيد آخر، قال بدما شولينغ الذي عينته بكين حاكماً على التيبت، إن «الباب مفتوح» أمام عودة الدالاي لاما الى مسقط رأسه، بعد إعلان الأخير نيته التخلي عن دوره السياسي، محتفظاً بدوره الروحي. وأضاف: «اذا انسحب الدالاي لاما حقاً كما قال، وإذا كفّ عن نشاطاته الانفصالية وعن محاولة زعزعة استقرار التيبت، فإن ذلك سيكون ايجابياً. النقطة الحاسمة هي أن يتخلى حقاً عن استقلال التيبت».