"عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم" ، هذا هو المقطع الأشهر الذي ردده أطفال الشرقية مساء الإثنين، ضمن الأهازيج الشعبية التي تغنى بها الصغار، في احتفالهم بمناسبة القرقيعان، تلك العادة الشعبية السنوية التي حشدت الأطفال بملابسهم الشعبية الزاهية في الشوارع يطوفون الأحياء، ويطرقون الأبواب وهم يحملون الأكياس القماشية المزركشة، يضعون فيها نصيبهم من القرقيعان، الذي يتكون من الحلويات الشعبية والمكسرات وكذلك بعض النقود، في ليلة يتباهى الأطفال فيها بالكمية التي جمعوها، بينما تفننت الأمهات والجدات في تقديم الهدايا بطرق تراثية متنوعة، في مشهد تجلت فيه القيم المعنوية في أبهى صورة تدل على مدى الترابط الاجتماعي والأسري الذي لم يزل نقيا. وتنوعت احتفالات القرقيعان وتحولت إلى كرنفال تراثي من خلال ملابس الأطفال التراثية التى أضفت جوا جميلا من المرح.. وشاركت الأمهات في تقديم الحلويات والهدايا التذكارية على جميع الأطفال. وأجمع عدد من الأهالي على أن القرقيعان مناسبة اجتماعية لن تندثر، بفضل اهتمام المجتمع بها، والإقبال الكبير التي تحظى به، وقد أكد المواطن محمد السعيد من مدينة الجفر الذي شارك الأطفال في احتفالاتهم، أن القرقيعان حالة من الفرح تعم أرجاء الأحساء، وأشار إلى أهمية ليلة القرقيعان باعتبارها موروثا اجتماعيا تناقله الأبناء عن الأجداد، هذا الموروث الذي يعكس عمق الترابط الاجتماعي والأسري في آن واحد، فيه تواصل للأرحام، إضافة إلى أنه يمثل فرحة للصغار، واستذكارا للماضي والحنين إليه لدى الكبار، كما دعا السعيد إلى تعريف الأطفال بالقرقيعان كيف كان في الماضي، وإظهار حرص الأجداد على احيائها والحفاظ عليها من الاندثار في ظل التطور التكنولوجي الذي قضى على كل ما هو قديم ، ولم تكن المشاركة مقتصرة في تلك الليلة على الأطفال، بل كان للشباب دور فيها، حيث شاركوا بتقديم الحلوى والمكسرات للأطفال، وهذا ما أكده الشاب الذي أوضح أنه هو ومجموعة من جيرانه وأصدقائه قاموا بتشكيل فريق للإعداد لهذه المناسبة، والتعاون فيما بينهم ماديا لتقديم الهدايا، وقال انها مناسبة عنوانها الفرح والمرح لكن على النهج التراثي الممزوج بالحداثة. تنوعت احتفالات القرقيعان وتحولت إلى كرنفال تراثي من خلال ملابس الأطفال التراثية التى أضفت جوا جميلا من المرح، وشاركت الأمهات في تقديم الحلويات والهدايا التذكارية على جميع الأطفال. إلى ذلك مازالت الستينية أم عبدالله تتذكر الاحتفال بالقرقيعان في السابق، مؤكدة أنه اختلف حاليا بسبب التطور التي نعيشه في وقتنا الحاضر، وفي السابق كنا ننتظر قدوم الأطفال، وبمجرد سماع صوت غنائهم نتأهب لاستقبالهم بوضع الجفير عند فناء المنزل "الحوش" أما اليوم فالأكياس توزع بطريقة حديثة، وفيها الكثير من التكلف بحيث تجعل بعض الأسر تشعر بالفروقات الاجتماعية فيما بينها، وخرجت من قالب البساطة، وفقدت أهميتها التراثية.