مع إطلالة الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك يبدأ النشاط الموسمي للمتسولين ليلا ونهارا وبأعداد غفيرة وخاصة عند إشارات المرور المزدحمة التي تتوقف عندها السيارات إجبارياً مدة طويلة وهى أكثر الأماكن التي يتجمع فيها المتسولون، ولم يختلف الأمر كثيرا هذا الموسم وإنما يتضاعف العدد من خلال المتسولات والفتيات صغيرات السن اللاتي تعلمن التسول من ذويهن. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المسئولة عن مكافحة التسول إلا أن الظاهرة تتصاعد بشكل غريب وهو ما يؤكد أهمية البحث عن وسائل أخرى للحد من الظاهرة الغريبة ومحاصرتها فى مدن الشرقية التي لا تزال الظاهرة تنتشر بها، ويتوسع المتسولون في أنشطتهم حيث لم تعد الإشارات الضوئية هي المكان الذي يتجمع فيه المتسولون والمتسولات ولكنهم ينتشرون في الأماكن العامة والمزدحمة وبالقرب من المجمعات التجارية والأسواق. وتشير دراسة حديثة عن التسول في المملكة بدعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى أن الظاهرة تشهد ازدياداً مستمراً خلال الأعوام الأخيرة، وأوضحت الدراسة أن الجنسية اليمنية تمثّل الغالبية العظمى من المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم، تليها الجنسية الإفريقية، ثم الجنسيات العربية والأسيوية، ولفتت الدراسة إلى أن أغلب هؤلاء هم من الأميين، وبحسب الدراسة فإن معظم المتسولين تم القبض عليهم في جميع أنحاء مدن المملكة دون جدوى إلا أنها تتزايد في المنطقة الشرقية بشكل ملحوظ وخاصة عند إشارات المرور والمجمعات التجارية والمساجد، والغريب أن المتسولين يتوسعون في أنشطتهم في ظل صمت واضح من الأجهزة المسئولة عن مكافحة التسول على الرغم من زيادة أعدادهم، وسط مطالبات من المواطنين بضرورة التصدي لتلك الظاهرة بشكل عاجل، ورعاية المحتاجين منهم والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تدفعهم إلى التسول. بحسب الدراسة فإن معظم المتسولين تم القبض عليهم في جميع أنحاء مدن المملكة دون جدوى إلا أنها تتزايد في المنطقة الشرقية بشكل ملحوظ وخاصة عند إشارات المرور والمجمعات التجارية والمساجد مراحل عمرية وتبين الدراسة أن غالبية أعمار المتسولين المقبوض عليهم تراوحت بين 16 إلى 25 عاماً، يليها الفئة العمرية من 46 عاماً فأكثر وغالبيتهم من الإناث والأميين وذوي الدخول المنخفضة، وأرجعت الدراسة أسباب ظاهرة التسول إلى زيادة أعداد المتسللين عبر الحدود والبقاء في المملكة بعد أداء مناسك الحج والعمرة. ضبط الحدود وأوصت الدراسة بمزيد من الضبط لحدود المملكة إلى جانب وضع الضوابط والإجراءات النظامية لمنع التخلف بعد الحج والعمرة، بالإضافة إلى تشديد العقوبات الرادعة بحق المتسولين وتطبيق نظام البصمة على غير السعوديين المرحلين لبلدانهم بسبب التسول ومنع دخولهم إلى المملكة لمدة 5 أعوام، بالإضافة إلى أن يكون جمع الزكاة والصدقات عن طريق الجهات الخيرية. وعرضت دراسة "أطفال الشوارع بداية مشكلة أمنية" التي تضمنها العدد 29 من مجلة "البحوث الأمنية" الصادرة عن مركز البحوث والدراسات في كلية الملك فهد الأمنية بعض النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة، وأوضحت أن 70 بالمائة من الأطفال المتسولين في المنطقة الشرقية من السعوديين تشكل الإناث منهم 56.6 بالمائة إلى جانب أن 90 بالمائة من أمهات الأطفال المتسولين من الأميات مقابل 9 بالمائة منهن يحملن الشهادة الابتدائية. الجالية الإفريقية وأجملت الدراسة عددا من العوامل المؤدية إلى ظهور حالة أطفال الشوارع منها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المتصلة بالأسرة، أولها شعور الأطفال بعجز الأسرة عن دفع تكاليف التعليم مما يؤدي بهم إلى تركه والتوجه إلى العمل، بالإضافة إلى أن الأزمات المالية التي يتعرض لها رب الأسرة مما يدفع الأطفال إلى اللجوء للشارع.