تنافس المائدة اليمنية في شهر رمضان باقي الموائد العربية ولا تزال المرأة اليمنية تحرص على إعداد الوجبات الشهية طوال الشهر الكريم وتعتبر وجبة الشفوت احدى أهم الاكلات الرمضانية المعروفة لدى الشعب اليمني وأهمها على المائدة اليمنية لدى معظم الأسر من كافة المستويات. وتعتبر مادة الشّفوت وجبة غذائية شهية تتقدم المائدة اليمنية في شهر رمضان بوجه عام، إذ يتم تناولها مباشرة بعد إفطار الصائمين بالتمر ويتم تجهيز الشَّفوت، من رقائق الخبز اليمني المميز الذي يُسمى «اللحوح»، الذي يتم إعداده من دقيق الذرة اليمنية، المتعددة الأصناف، حيث يعتبر اللحوح المصنوع من دقيق الذرة، الأجود من بين الأنواع الأخرى التي يتم إعدادها من أصناف أخرى من الحبوب بما فيها القمح. وللحصول على وجبة الشَّفوت الغذائية الشهية، يتم وضع اللّحُوح في إناء ثم يُضاف إليه اللبن منزوع الدسم، الذي يُطلق عليه اليمنيون اسم «الحقين»، مخلوطاً بمزيج سائل من الخضار الحارة، التي تشمل الفلفل الحار، والثوم، والكزبرة، والكرنب، والنعناع، ثم تقدم هذه الخلطة إلى المائدة مقرونةً بأنواعٍ أخرى من الخضار، منها الفجل، والكراث، والبصل الأخضر. ويؤكد المختصون بالتراث اليمني، ان الشّفوت، بمكوناته المعروفة، من اللبن منزوع الدسم وبعض الخضار الحارة حيث يعد من أقدم الوجبات الغذائية التي عرفها اليمنيون، وتميزوا بها على مستوى المنطقة. ولا تزال المرأة اليمنية، تحرص على إعداد اللحوح من الذرة اليمنية في حين طرأ تغيرٌ على مكونات هذا النوع من رقائق الخبز في مناطق أخرى وخصوصاً في المدن حيث يتم استهلاكه على نطاق واسع ومن أبرز مظاهر التغير الذي طرأ على النوع من رقائق الخبز (اللحوح) إعداده من دقيق القمح وإنتاجه كرقائق أكثر سماكة واستخدام أدوات غير تقليدية في إعداده. كما تحرص معظم النساء في الريف اليمني على استخدام أداة دائرية مصنوعة من الخزف، تعرف ب»الملحّة» في تحضير وإنضاج اللحوح وتعتمد السيدات في المدن على الصاجات المصنوعة من المعدن، وخصوصاً التي تتميز بخاصية عدم الالتصاق كبديل للملحَّة. ويكتسب اللَّحُوح بعده التاريخي، من كونه شكلَّ عبر قرون من الزمن، قاسماً غذائياً مشتركاً مع مجتمعات أخرى وخصوصاً في القرن الإفريقي، بما يعكس تأثير اليمنيين على هذا الجزء من العالم، ويؤكد أصالة هذا النوع من رقائق الخبز، وحضوره المبكر في مائدة اليمنيين. ويتصدر اللحوح المائدة لدى معظم سكان إثيوبيا وإريتريا، ويعرف باسم «الأنجيرا» لكنه لا يقترن بالشفوت، بقدر ما يقترن، بوجبة الزّجني، وهي وجبة تختلف في أسلوب تحضيرها، حيث تشكل خليطاً من إدام اللحم الممزوج بالبهارات، والخضار الحارة، ويتم تحضيره على النار لفترة طويلة. وامتد هذا التأثير إلى السودان أيضاً، حيث يُحضر هذا النوع من الخبز بقوة في المائدة السودانية، ويعرف ب»الكسرة».