لا يخفى على اي مطلع تدهور قيمة الدولار الأخير وهبوط أسواقهم المالية وتبعات انخفاض تصنيف سنداتهم المالية ومآلاتها الأخرى، وانطلاقا من حقيقة أن اسواقنا إنما هي مرتبطة ارتباطا كبيرا بمؤشرات اقتصادهم، فإن مقالنا هذا اليوم سيكون عبارة عن وصف وذكر لجملة من المطبات النفسية التي تصاحب المستثمر في كثير من مراحله الاستثمارية، ليتحقق المأمول من قرارات تبنى على حسابات منطقية، في عزلة عن المنزلقات النفسية. يذكر خبراء الاستثمار انه من اكبر العقبات التي قد تواجه الإنسان في موازنات الاستثمار العادل هي تلك الناتجة من سلوكه الرامي إلى تجنب الخسارة والخوف منها، فضلا عن المخاطرة!، الأمر الذي يؤدي إلى قبول درجات أعلى من المخاطرة في سبيل الابتعاد التام عن الخسارة بصورة ربما تضاعف من معدل الخسائر ومستويات المخاطرة. سلوك آخر يتجلى في كثير من عامة المستثمرين وذلك بالتفاؤل في حال كانت النتائج والأسواق مرتفعة، والتشاؤم في حال كان الوضع بعكس ذلك، الظاهرة التي تجعل القرارات تبنى على كم من العواطف، بعيدا عن العقلانية. سلوك آخر لا يختلف في تأثيره النفسي عن سابقيه، وهو ذلك الذي يدفع إلى تقسيم المحفظة الاستثمارية على مجموع من الخيارات بصورة متساوية، القضية التي إنما تكمن فكرتها في الإيحاء النفسي بأن التقسيم المتساوي هو افضل الوسائل للاستثمار الآمن والمخاطر المحسوبة. من المطبات النفسية الرائج تكرارها ايضا، هي تلك الدافعة إلى اقتفاء اتجاه اغلبية الناس حيال المختلف من قرارات البيع والشراء، حقيقة إنما يكمن دافعها النفسي بالشعور بعدم تأنيب الضمير في حال تمت الخسارة والمبررة غالبا بأن الخسارة مع الآخرين هي في مجملها مقبولة من المطبات النفسية الرائج تكرارها ايضا، هي تلك الدافعة إلى اقتفاء اتجاه اغلبية الناس حيال المختلف من قرارات البيع والشراء، حقيقة إنما يكمن دافعها النفسي بالشعور بعدم تأنيب الضمير في حال تمت الخسارة والمبررة غالبا بأن الخسارة مع الآخرين هي في مجملها مقبولة ولا حظ لتأنيب الضمير في حال حصلت او تكرر حدوثها. كذلك للسالف من تجارب والقديم من خبرات تأثيرها النفسي على جملة القرارات الاستثمارية، بطريقة تؤدي في كثير من الأحيان إلى فوات العديد من الفرص الذهبية والخيارات الإستراتيجية خوفا من هواجس الماضي وتجارب السابق!. إن ما سبق من ذكر سريع لجملة من المطبات النفسية المتكرر حدوثها «عالميا» وفق الدراسات الأكاديمية بين غالبية المستثمرين ومدراء الصناديق، إنما كان الغرض منه البيان والتذكير في ظل أفق استثماري ضبابي ربما كان الأفضل فيه والألزم لكل منا التحوط حياله بتحييد العاطفة جنبا، وتحكيم العقل مرشدا.