يمارس الصقار متعب الجميّل هواية تربية الصقور والصيد بها منذ ما يقارب العشرة أعوام ، حتى بات عارفا ومتخصصا في أمور هذا النوع من الطيور. فهو يعرض ثلاثة صقور صيد .. الحر والشاهين والباشق لزائري خيمة التراث ببرنامج صيف ارامكو 2011 م الثقافي ،والذين تجاوز عددهم 250 ألف زائر للمهرجان منذ انطلاقه في السادس من شهر شعبان. والتقط الأطفال صوراً تذكارية مع الصقور، كما استمتع الزائرون بشرح المنظمين والمدربين الهواة لتربية الصقور، وقال الجميّل ل اليوم :"أعشق الصقور فهي كائنات تختلف عن بقية أنواع الطيور، فالصقر طائر شجاع وفي نظرة عينيه أنَفَة وشموخ قلما تجدها في طائر آخر، كما أنها هواية تعلم الصبر والشجاعة" وتعدّ تربية الصقور في المملكة العربية السعودية واحدة من الهوايات التي ما زال يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. ومع الطفرة الاقتصادية التي تنعم بها هذه البلاد، تحولت الهواية إلى فن في تربية هذا النوع من الطيور واقتنائها، قبل أن تصبح وسيلة للتجارة والربح إثر ارتفاع نسبة مبيعاتها. ويزخر الشمال السعودي بمواقع متعددة لصيد الصقور، أهمها الحماد، الهوة، الهبكة، حيث يعد الموقع الأول الحماد الأوسع بين المرى، أبا القور، المجيلس، جويان ، بسيطا هذه المواقع، ويحيط به العديد من محافظات ومدن المناطق الشمالية مثل عرعر، طريف منطقة الجوف وطبرجل وتهاجر طيور الصقور في موسم الشتاء من كل عام من روسيا وباكستان وأفغانستان والدول المجاورة لها، هربا من البرد وقساوته الذي تتميز به هذه الدول، بحثا عن الدفء في المناطق الحارة في إفريقيا، حيث تعبر الصقور الأراضي السعودية وبخاصة المناطق الشمالية في رحلتها هذه لتلك المناطق. أسعار الصقور تتفاوت حسب أصنافها وتتفاوت أسعارها وفقاً لأنواعها، كما قال عبد الحافظ الهمداني الذي يحب تربية الصقور أيضا،إذ يصنف هواة صيد الصقور والمهتمين فيها الصقور إلى أربعة أصناف،. يضم الصنف الأول منها، الصقر الكامل ويضم عدة أنواع أشهرها الفارسي الأبيض والذي يعد أفخر وأفضل أنواع الصقور على الإطلاق لتميّزه وانفراده عن غيره من أنواع الصقور الأخرى، ويتراوح سعره ما بين 150 ألفا و220 ألف ريال. ويأتي الروسي في المرتبة الثانية، ويتراوح سعره ما بين 30 و90 ألف ريال، يليه الباكستاني المعروف باسم "الوحش" أي الذي لم يقع في يد أحد القناصة ولم يتم اصطياده من قبل أو لم يتم تدريبه على الصيد ويتراوح سعره ما بين 25 و70 ألف ريال. ويعرف الصنف الثاني من الصقور باسم المثاليث أو المثلوث وتتراوح أسعارها ما بين أربعة وسبعة آلاف ريال. أما الصنف الثالث من الصقور فيعرف بالوكري ويراوح سعر هذه الأنواع ما بين ألفين و3500 ريال، أما الصنف الرابع من الصقور يعرف باسم الشياهين أنثى الصقر ويضم ثلاثة أنواع هي: الشيهانة الفرخ (فرخ بحرية ذات رأس أسود)، والمثاليث من الشياهين، والشيهانة الكاملة " قرناس"، ويعد النوع الأول من أفخر وأفضل أنواع الشياهين، ويراوح سعرها ما بين 30 و 50ألف ريال، ويراوح سعر بقية الأنواع من صنف الشياهين ما بين 7و15 ألف ريال. وعدّد الهمداني أشهر صقور الصيد وهي الحر والشاهين والباشق بأنواعها المختلفة وقال : تبلغ أنواع الصقور حوالي 300 نوع، تتفاوت في حجمها ووزنها وصفاتها : فصقر جنوب إفريقيا العملاق تصل بسطة جناحيه إلى حوالي ثلاثة أمتار ويزن أكثر من عشرة كيلوغرامات. في حين لا تتجاوز بسطة جناحي (المرلين) حوالي الثلاثين سنتميتراً ولا يزيد وزنه على مئتي جرام. تدريب الصقور مهمة صعبة يؤكّد الهمداني أن تدريب الصقور مهمة ليست سهلة ، فهي شاقة تحتاج لصبر طويل، وتختلف أساليب التدريب من مدرب لآخر ومن طير لآخر. وشرح لنا طريقة تدريب الصقر عن طريق ما يعرف بالملواح ، وهو جناحي طائر معين محنطين ، ويتحدد نوع الجناحين بحسب نوع ما يراد للطائر أن يتعود على صيده فإن كان مثلاً يراد منه صيد طائر الحبارى يكون الملواح عبارة عن جناحي طائر الحبارى ، حيث يلوح به عالياً كي يتابعه الصقر فإن انقض عليه يدس له قطع اللحم بين الجناحين دون أن يلحظ هذا ، ويكرر هذا الأسلوب على مرتين يومياً، ويدرب الجارح عن طريق تغطية عينيه بالبرقع ( أو بتخييطهما ) لأيام حتى يهدأ ، ثم تفتح حتى يرى النور ويعامل برفق حتى يأنس ويتعود على من حوله ، وقد يُرش عليه شيء من الماء البارد إذا كان كثير الضرب بجناحيه . ثم يُدعى بإسم معين يكنّى به ويدعى وهو مربوط ليأكل حمامة فإذا جاء يشبع منها ، ويكرر هذا بعد يوم فإن جاء تخفى الحمامة ويصاحبه فإن ولّى والتفت مرة اخرى لمدربه من بعيد ترمى له الحمامة ويترك ليشبع ، ويكرر هذا لعدة أيام ثم يخرج به للفضاء ويدرب كما درّب في أول الأمر ،وكلما أخذ الحمامة يُشبع منها ،كل هذا وهو مشدود بالحبل ... ثم يطلق من الحبل وتطلق له الحمامه حتى يصطادها.